أحدهما: المعدوم، وإذا كان معدومًا كان اعتقاد وجوده والخبر عن وجوده باطلًا؛ لأن الاعتقاد والخبر تابع للمعتَقَد المخبر عنه يصح بصحته ويبطل ببطلانه، فإذا كان المعتقَد المخبر عنه باطلًا كان الاعتقاد والخبر كذلك؛ وهو الكذب.
الثاني: ما ليس بنافع ولا مفيد كقوله تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا﴾ [ص: ٢٧] وكقول النبي: "كل لهو يلهو به الرجل فهو باطل إِلا رميه بقوسه وتأديبه فرسه وملاعبته امرأته فإنهن من الحق" وقوله عن عمر: "إن هذا رجل لا يحب الباطل" وما لا منفعة فيه: فالأمر به باطل وقصده وعمله باطل؛ إذ العمل به والقصد إليه والأمر به باطل (١).
وبهذا يتبين فساد قولهم بنفي خلق اللَّه تعالى لأفعال العباد، وكذلك بطلان استدلالهم على ذلك بالآيات الكريمة، وأن الحجة عليهم ثابتة.
* * *
(١) انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (٢/ ٤١٥ - ٤١٦).