للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سنة إحدى وثمانين.

وكانت واقعة الحَرَّة بالمدينة سنة ثلاث وستين (١).

﴿وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا﴾ [سورة القصص: ٥٩].

أم القرى: مكة.

قال الفراء: وإنما سُميت أم القرى لأن الأرض -فيما ذكروا- دُحِيَتْ مِنْ تحتها (٢) وقال ابن قتيبة: أم القرى: مكة، لأنها أقدمها (٣).


=فصبحهم يوم التروية بالغبش قبل صلاة الصبح، فذهب بهم وبمتاعهم، ودخل المسجد، وأحاط بالكعبة، وجاء دفعة واحدة، وهدم الدور الشوارع على الوادي، وقتل الهدم ناسا كثيرا، وفى الناس في الجبال واعتصموا بها، فسمي بذلك الجحاف. انظر: (أخبار مكة للأزرقي: ٢/ ١٦٩، ١٦٨).
(١) كانت وقعة الحرة عام في ذي الحجة سنة ثلاث وستين.
وكان سبب وقعة الحرة أن وفدا من أهل المدينة قدموا على يزيد بن معاوية بدمشق، فأكرمهم وأحسن جائزتهم، وأطلق لأميرهم، وهو عبد الله بن حنظلة بن أبي عامر، قريبا من مائة ألف، فلما رجعوا ذكروا لأهليهم عن يزيد ما كان يقع منه من القبائح في شربه الخمر، وما يتبع ذلك من الفواحش التي من أكبرها ترك الصلاة عن وقتها بسبب السكر، فاجتمعوا على خلعه، فخلعوه عند المنبر النبوي، فلما بلغه ذلك بعث إليهم سرية يقدمها رجل يقال له: مسلم بن عقبة. وإنما يسميه السلف مسرف بن عقبة، فلما ورد المدينة استباحها ثلاثة أيام، فقتل في غبون هذه الأيام بشرا كثيرا حتى كاد لا يفلت أحد من أهلها، وزعم بعض علماء السلف أنه افتض في غبون ذلك ألف بكر. فالله أعلم.
وقال عبد الله بن وهب عن الإمام مالك: قتل يوم الحرة: سبعمائة رجل من حملة القرآن. حسبت أنه قال: وكان فيهم ثلاثة من أصحاب رسول الله . وذلك في خلافة يزيد. ثم أرسل جيشا إلى مكة المشرفة فحاصروا مكة وتوفي يزيد وهم محاصرون مكة وهذا من العدوان والظلم الذي فعل بأمره. ولهذا كان الذي عليه معتقد أهل السنة وأئمة الأمة أنه لا يسب ولا يجب. انظر: (البداية والنهاية ٩/ ٢٤٥، ٢٤٦). (مجموع الفتاوى ٣/ ٤١٢).
(٢) انظر: (معاني القرآن للفراء: ٢/ ٣٠٩). ونسب القول إلى قتادة، الطبري في تفسيره: (٩/ ٤٠٣، ١٤/ ٣٣)، ونسبه ابن الجوزي إلى ابن عباس في مثير الغرام: (١/ ٢٣٢).
(٣) انظر: تأويل مشكل القرآن: (١/ ٣٥)، وغريب القرآن: (ص: ١٥٦).