للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بن فضيل، عن محمود بن لبيد، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله : "الشُّهداء على بارق - نهر بباب الجنة" فِي قُبَّة خضْراء، يخْرج عليْهِمْ - أو يخر عليهم - رزقهم من الجنة غدوة وعشيا" (١).

ذكر شيخنا: (إن بدن الميت لَا يُنقل إلى موضع الولادة. قال زيد بن حارثة: "إن الميت يُذَرُّ عليه من تراب حفرته" (٢). ومثل هذا لا يُجزم به، ولا يحتج به. بل أجود منه حديث آخر: "إنه ما من ميت يموت في غير بلده إلا قيس له من مسقط رأسه إلى منقطع أثره في الجنة" (٣).

والإنسان يبعثُ من حيث مات، وبدنه في قبره مشاهد، فلا تدفع المشاهدة، بظنون لا حقيقة لها، بل هي مخالفة في العقل، والنقل) (٤)

٦١٣ - أخبرنا أبو نصر بن الشيرازي، أنبأنا أبو حفص السهردوري، أنا أبو المظفر بن الشبلي، أنا أبو الفوارس الزيني، أنا أبو الحسن بن رزقويه، أنبا محمد بن يحيي الطائي، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد، سمع ابن عباس يقول: "أرواح الشهداء تجول في أجواف طائر خضر تعلق من ثمار الجنة" (٥).

قال شيخنا ابن تيمية: (والإنسان في قبره ينعم بكلام بعض الناس وبسماع كلامه وبما لم يروه بعضهم، وبسماع كلامه. ولهذا أفتى القاضي أبو يعلى: أن الموتى إذا عُمل عندهم بالمعاصي فإنهم يتألمون بهذا كما جاءت بذلك الآثار) (٦).


(١) رواه الإمام أحمد في مسنده برقم: (٢٣٩٠)، وابن حبان في صحيحه برقم: (٤٦٥٨)، والحاكم في المستدرك برقم: (٢٤٠٣) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، على شرط مسلم ولم يخرجاه.
(٢) رواه أبو نعيم في الحلية: (٢/ ٢٨٠).
(٣) رواه ابن ماجه برقم: (١٦١٤)، وابن حبان في صحيحه برقم: (٢٩٣٤).
(٤) ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (٣/ ٦٥، ٦٤).
(٥) رواه سعيد بن منصور في سننه برقم: (٢٥٦١)، وله شاهد عند مسلم برقم: (١٨٨٧).
(٦) عند ابن تيمية في الفتاوى الكبرى (٢٤/ ٣٧٤): (والإنسان في قبره يعذب بكلام بعض الناس ويتألم برؤية بعضهم وبسماع كلامه .. ).