للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ (١٠) رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا﴾ [ق: ٩ - ١١] وقوله: ﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ

يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ﴾ [الأعراف: ٥٧] وقوله: ﴿يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ﴾ [المائدة: ١٦] وقوله: ﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ﴾ [التوبة: ١٤] ونحو ذلك (١).

٤ - أنكم لا تفرقون بين الفعل والمفعول ولا بين الخلق والمخلوق، حيث ظننتم أن الفعل هو المفعول، فلذلك وقعتم في الخطأ فزعمتم أن أفعال العباد هي فعلٌ للَّه تعالى، وهذا باطل، والصحيح أن بينهما فرقًا: ففعل العبد فعل له حقيقة وهو ليس فعلٌ للَّه تعالى، ولكنه مخلوق للَّه ومفعول للَّه؛ فليس هو نفس فعل اللَّه، ففرق بين الخلق والمخلوق، والفعل والمفعول (٢)، وقد سبق بيان هذا.

فظهر بهذا خطأ الماتريدية، وبعدهم عن الحق بمقدار ما أحدثوا من الأقوال والآراء المنحرفة، وعدم تمسكهم بما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، والحمد للَّه رب العالمين.

* * *


(١) انظر: مجموع الفتاوى لابن تيمية (٨/ ٤٨٦) بتصرف يسير.
(٢) انظر: منهاج السنة لابن تيمية (٢/ ٢٩٦ - ٢٩٨) بتصرف.