(٢) مسألة إقعاد النبي ﷺ على عرش الرحمن من المسائل التي تكلم عنها العلماء. وقد اعتمد بعضهم الأثر، وضعفه بعضهم مع أخذهم بمضمونه ومفهومه. قال الشيخ ابن تيمية: (وفيها أشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة، كحديث قعود الرسول ﷺ على العرش، رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة، وهي كلها موضوعة، وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف، وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه، ويتلقونه بالقبول). درء تعارض العقل والنقل (٥/ ٢٣٧). (٣) قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: قال الحافظ عبد الحق في كتابه الجمع بين الصحيحين: هذا الذي وقع في كتاب مسلم تخليط من أحد الناسخين أو كيف كان، وقال القاضي عياض: هذه صورة الحديث في جميع النسخ وفيه تغيير كثير وتصحيف، قال وصوابه: (نجيء يوم القيامة على كوم) هكذا رواه بعض أهل الحديث. وفي كتاب بن أبي خيثمة من طريق كعب بن مالك: (يحشر الناس يوم القيامة على تل وأمتي على تل) وذكر الطبري في التفسير من حديث بن عمر: (فيرقى هو يعني محمدا ﷺ وأمته على كوم فوق الناس) وذكر من حديث كعب بن مالك: (يحشر الناس يوم القيامة فأكون أنا وأمتي على تل). قال القاضي: فهذا كله يبين ما تغير من الحديث وأنه كان أظلم هذا الحرف على الراوي أو أمحي فعبر عنه بكذا وكذا وفسره بقوله أي فوق الناس كتب عليه أنظر تنبيهًا فجمع النقلة الكل ونسقوه على أنه من متن الحديث كما تراه. هذا كلام القاضي وقد تابعه عليه جماعة من=