للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من شرب المسكر، وغشيان المنكرات، وتعاطي ما لا يليق به، ومعاشرة الخاصكية (١) من المردان وغيرهم، فتمالأ على خلعه كبار الأمراء لما رأوا الأمر تفاقم إلى الفساد العريض، فأحضروا الخليفة الحاكم بأمر الله أبي الربيع سليمان، فأثبت بين يديه ما نسب إلى الملك المنصور المذكور من الأمور، فحينئذ خلعه، وخلعه الأمراء الكبار وغيرهم" (٢).

وقال ابن العماد في سبب عزل الملك المنصور: " قال السيوطي: لفساده وشرب الخمور، حتّى قيل: إنه جامع زوجات أبيه، ونفي إلى قوص، وقتل بها." (٣).

ولقد انتشرت في هذا العصر المذاهب الفقهية المختلفة: الحنفية، والمالكية، والشافعية، والمالكية، ولكن مع كل أسف لقد احتدم الخلاف بين أتباع تلك المذاهب، حتى صارت خصوامات بينهم، وتغير حال العلماء من قيامهم بدورهم للإصلاح بين الناس إلى حاجتهم إلى من يصلح بينهم.

قال ابن كثير: " وفي يوم الثلاثاء ثالث عشرين رجب رسم للأئمة الثلاثة الحنفي والمالكي والحنبلي بالصلاة في الحائط القبلي من الأموي، فعين المحراب الجديد الذي بين الزيادة والمقصورة للإمام الحنفي، وعين محراب الصحابة للمالكي وعين محراب مقصورة الخضر الذي كان يصلي فيه المالكي للحنبلي، وعوض إمام محراب الصحابة بالكلاسة، وكان قبل ذلك في حال العمارة قد بلغ محراب الحنفية من المقصورة المعروفة بهم، ومحراب الحنابلة من خلفهم في الرواق الثالث الغربي وكانا بين الأعمدة، فنقلت تلك المحاريب، وعوضوا بالمحاريب المستقرة بالحائط القبلي واستقر الأمر كذلك" (٤).

وقال أيضاً: " فاجتمعت مع نائب السلطنة بالقاعة التي في صدر إيوان دار السعادة، وجلس


(١) الخاصكية: قسم من المماليك السلطانية يتميزون عن بقية المماليك السلطانية بانضوائهم وهم صغار في خدمة السلطان، فهو الذي يتولى تربيتهم وعتقهم. معجم مصطلحات التاريخ والحضارة الإسلامية، أنور محمود زناتي (٣٨١).
(٢) البداية والنهاية، لابن كثير (١٨/ ٤٢٩)
(٣) شذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد (٨/ ٢٣٦).
(٤) البداية والنهاية (١٤/ ١٥٥)، الدارس في تاريخ المدارس، عبد القادر النعيمي (١/ ٤٦٥).