للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

به أنَّه يكشف الرَّبُّ عن ساقه (١).

وقال: ولا أعلم خلافًا عن الصحابة في شيء مما يعد من الصفات المذكورة في القرآن إلا هذه الآية؛ لعدم الإضافة فيها. والذي يجعلها من الصفات يقول فيها كقوله في قوله تعالى: ﴿لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ﴾ [ص: ٧٥]، وقوله: ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾ [الرحمن: ٢٧]، ونحو ذلك؛ فإنَّ الصِّفات تثبت، ويجب تنزيه الرَّبِّ عن التَّمثيل؛ لأنَّه ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ [الشورى: ١١] (٢).

وقال: والصَّحابة قد تنازعوا في تفسير الآية، هل المراد به الكشف عن الشِّدَّة، أو المراد به أنَّه يكشف الرَّبُّ عن ساقه؟ ولم يتنازع الصَّحابة والتَّابعون في ما يذكر من آيات الصِّفات إلاَّ في هذه الآية (٣).

قال ابن العثيمين: إنَّ لعلماء السَّلَف في قوله: ﴿عَنْ سَاقٍ﴾ قولين:

- القول الأول: أنَّ المراد به الشِّدَّة.

- والقول الثَّاني: أنَّ المراد به ساق الله ﷿ (٤).

أدلة القول الأول:

أولاً: القرآن الكريم:

قال تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ [القلم: ٤٢].

وجه الدلالة من الآية:

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ [سورة القلم، آية: ٤٢] لم يقل يوم يكشف السَّاق، وهذا يبين خطأ من قال المراد بهذه كشف الشدة، وأن الشدة تسمى


(١) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، لابن تيمية (٥/ ٤٧٢).
(٢) المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام، لابن تيمية (١/ ٧١).
(٣) بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، لابن تيمية (٥/ ٤٧٢).
(٤) مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (٨/ ٢٥٥).