للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ساقاً، وأنه لو أريد ذلك، لقيل: يوم يكشف عن الشدة أو يكشف الشدة، وأيضاً فيوم القيامة لا يكشف الشدة عن الكفار، والرواية في ذلك عن ابن عباس ساقطة الإسناد (١).

وقال الشَّوكانيُّ: وقد أغنانا الله سبحانه في تفسير هذه الآية بما صحَّ عن رسول الله كما عرفت، وذلك لا يستلزم تجسيمًا ولا تشبيهًا؛ فليس كمثله شيء (٢).

وقال السَّعديُّ: إذا كان يوم القيامة، وانكشف فيه من القلاقل والزَّلازل والأهوال ما لا يدخل تحت الوهم، وأتى الباري لفصل القضاء بين عباده ومجازاتهم فكشف عن ساقه الكريمة الَّتي لا يشبهها شيء (٣).

ثانياً: السنة النبوية:

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ يَقُولُ: «يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ، فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ، فَيَبْقَى كُلُّ مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِي الدُّنْيَا رِيَاءً وَسُمْعَةً، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ، فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا» (٤).

وجه الدلالة من الحديث:

دل حديث أبي سعيد الخُدْرِيِّ دلالة صريحة على أن الساق من صفات الله ، وهو حديث صحيح.

قال أبو سليمان الخطابي: وهذا الحديث ممَّا قد تهيب القول فيه شيوخنا، فَأَجْرَوْهُ على ظاهر لفظه، ولم يَكْشِفُوا عن باطن معناه، على نحو مذهبهم في التَّوقُّف عن تفسير كلِّ ما لا يحيط العلم بِكُنْهِهِ من هذا الباب (٥).


(١) الرد على البكري، لابن تيمية (٢/ ٥٤٣).
(٢) فتح القدير، الشوكاني (٥/ ٣٣٢).
(٣) تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، السعدي (ص ٨٨١).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب تفسير القرآن، بَابُ ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ﴾ [القلم: ٤٢] (٦/ ١٥٩) (٤٩١٩).
(٥) أعلام الحديث، الخطابي (٣/ ١٩٣٠).