للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وخُشْقَدَم (١)، وقَايْتَبَاي (٢)، وقانصوه الغوري (٣). (٤).

ولا شك في أنَّ البلاد قاست كثيرًا في عهد المماليك الجراكسة من جراء المنازعات المستمرة بين طوائف المماليك، وما كان ينجم عنها من حوادث وقتال في الشوارع، مما أوجد جوًا من القلق وعدم الاستقرار في القاهرة بوجه خاص.

ونلاحظ أنَّ السَّلاطين عملوا على حصر المنازعات داخل دائرة داخلية بحتة، بحيث لم يمكنوا قوة خارجية من التَّدخل في شؤون البلاد، وبذلك استطاعت الصمود في وجه تيمورلنك في وقت اهتزت جميع الدول القائمة في غرب القارة الآسيوية أمام هجماته (٥).

هذه هي الأحوال العامّة في مصر، أما في الشام والتي عاش فيها ابن المحب، فلم يكن الحال فيها بأحسن من حال مصر الأم، حيث كانت الشام تابعة للسلطنة في مصر في مختلف نواحي الحياة، وكان نواب النيابات الشامية مع ما يتمتعون به من سلطان ونفوذ الكبير، لكنهم لم يكونوا مطلقي التَّصرف في كثير من النواحي (٦).


=الظاهر جقمق، ثم توفي جقمق، وخلفه ابنه عثمان، فخلعه أمراء الجيش، ونادوا بسلطنة أينال سنة (٨٥٧ هـ) فتلقب بالملك الأشرف، وقام بأعباء الملك بحكمة وعقل، واستمر أن مرض وشعر بالموت، فخلع نفسه من الملك وأمر بتولية ولده أحمد، فولي. وتوفي بعدها بيوم. انظر: النجوم الزاهرة (١٦/ ٥٧) وما بعدها.
(١) هو: الملك الظاهر خُشْقَدَم بن عبد الله الناصري المؤيدي، أبو سعيد، سيف الدين، ولاه المؤيد أحمد أتابك العسكر، ثم ثار المماليك على المؤيد وخلعوه، ونادوا بسلطنة خشقدم سنة (٨٦٥ هـ)، وكان داهية مهيبًا، كفؤًا للسَّلطنة، فصيحًا بالعربية، وهدأت البلاد قي أيامه، واستمر إلى أن توفي بالقاهرة سنة (٨٧٢ هـ). انظر: النجوم الزاهرة (١٦/ ٢٥٣) وما بعدها.
(٢) هو: قَايْتَباي المحمودي الأشرفي، ثم الظاهري، أبو النصر سيف الدين، صار إلى الظاهر جقمق بالشراء فأعتقه واستخدمه في جيشه، فانتهى أمره إلى أن كان أتابك العساكر في عهد الظاهر تمربغا، ثم خلع في السُّنَّة نفسها، وبايعوا قايتباي بالسلطنة، فتلقب بالملك الأشرف، وكانت مدته حافلة بالعظائم والحروب، واستمر إلى أن توفي سنة (٩٠١ هـ). انظر: النجوم الزاهرة (١٦/ ٣٩٤) وما بعدها.
(٣) هو: قانصوه بن عبد الله الغوري الظاهري، جركسي الأصل خدم السلاطين، وبويع بالسلطنة سنة (٩٠٥ هـ) وبنى الآثار الكثيرة، وكان ملمًا بالوسيقى والأدب، شجاعًا فطنًا، وقصده السلطان سليم العثماني بعسكر فقاتله قانصوه، فأغمي عليه وهو على فرسه، فمات قهرًا سنة (٩٢٢ هـ). انظر: شذرات الذهب (١٠/ ٢٠٠).
(٤) انظر: مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك لابن عاشور (ص ٢٢٩) وما بعدها.
(٥) انظر: مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك لابن عاشور (ص ٢٣٠).
(٦) انظر: مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك لابن عاشور (ص ٣١١).