للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

برقوق اجتماعًا كبيرًا بالقلعة سنة (٧٨٤ هـ) حضره الخليفة والقضاة والأمراء، تمّ فيه خلع السلطان أمير حاجي، وأعلن برقوق سلطانًا، فتلقب بلقب الظاهر (١).

وبعزل أمير حاجي من السلطنة انتهى بيت قلاوون، كما انتهى حكم المماليك البحرية، وبدأت دولة المماليك البرجية أو الجراكسية.

وقد عمرت الدَّولة المماليك البرجية أكثر من مائة وأربعة وثلاثين سنة (٧٨٤ - ٩٢٢ هـ)، تعاقب على عرش السلطنة خلالها ثلاث وعشرون سلطانًا. ومن هؤلاء السلاطين تسعة حكموا مائة وثلاث سنوات، في حين حكم الأربعة عشر سلطانًا الباقون تسع سنوات فقط. أما هؤلاء السلاطين التسعة الذين ارتبط بهم تاريخ دولة المماليك الجراكسة، فهم: بَرْقوق، وفرج (٢)، وشيخ (٣)، وبَرْسباي (٤)، وجَقْمق (٥)، وأينال (٦)،


(١) انظر: مصر والشام في عصر الأيوبيين والمماليك لابن عاشور (ص ٢٢٨).
(٢) هو الملك الناصر فرج بن برقوق العثماني، أبو السعادات، زين الدين، من ملوك الجراكسة بمصر والشام. بويع بالقاهرة سنة (٨٠١ هـ) بعد وفاة أبيه، وكان صغير السن، فقام بتدبير ملكه الأتابكي (ايتمش)، وامتنع نواب الشام عن الطاعة، فخرج الاصر لقتالهم، وهزمهم وعاد إلى مصر، ولما كانت سنة (٨٠٨ هـ) اضطربت أحوال الناصر وضاق صدره بمخالفة الأمراء له فخرج متنكرا واختفى، ثم عينوا أخاه عبد العزيز، فلم يلبث أن ظهر بعد شهرين من اختفائه فقاتل من كانوا مع أخيه، وعاد إلى السلطنة، وانتظمت له الأمور إلى سنة (٨١٤ هـ)، تم نادوا بخلعه، فطلب منهم الأمان فقيدوه وسجنوه في قلعة دمشق، ثم أثبتوا عليه الكفر وقتلوه في القلعة. انظر: النجوم الزاهرة (١٢/ ١٦٨) وما بعدها.
(٣) هو الملك المؤيد شيخ بن عبد الله المحمودي الظاهري، أبو النصر. (٧٥٩ - ٨٢٤ هـ) أصله من مماليك الظاهر برقوق، اعتقه واستخدمه في بعض أعماله، وترقى من أمير إلى مقدم ألف، فنائبًا لطرابلس وفي الشام، ثم أسر وسُجن في عهد الناصر، ولا أطلقه الناصر اشترك في العصيان، إلى أن قتل الملك الناصر، وولي السلطنة العباس بن محمد سنة (٨١٥ هـ) فجعله أتابكًا للعسكر، ومدبرًا للمملكة. فلم يلبث أن خلع العباس، وتولى السلطنة في السُّنَّة نفسها، وكانت مدة حكمه ثماني سنوات. انظر: النجوم الزاهرة (١٤/ ١) وما بعدها.
(٤) هو: برسباي الدقماقي الظاهري، أبو النصر، صاحب مصر جركسي الأصل (٧٦٦ - ٨٤١ هـ)، اعتقه الظاهر برقوق، واستخدمه في الجيش، ثم مسك منصبًا في عهد الظاهر ططر، وبعد وفاته بويع ابنه الصالح، فتولى برسباي تدبير الملك أسابيع، تم خَلع الصالح ونادى بنفسه سلطانًا، وتلقب بالملد الأشرف سنة (٨٢٤ هـ)، فأطاعه الأمراء وهدأت البلاد، وغزا مدينة قبرس ففتحها وأسر ملكها، وأنشأ بمصر - مدارس وعمارات نافعة. انظر: النجوم الزاهرة (١٤/ ٢٤٢) وما بعدها.
(٥) هو: جقمق العلائي الظاهري، سيف الدين، أبو سعيد، من ملوك الدولة الجراكسة بمصر والشام والحجاز، اشتراه علي بن أينال، وقدمه إلى الظاهر برقوق، فأعتقه واستخدمه، وحبس ثم أطلق وولي أعمال إلى أن كان أتابكًا في دولة الأشرف برسباي. ولما مات الأشرف وولي ابنه العزيز يوسف سنة (٨٤١ هـ)، استمر جقمق أتابك ومدبرًا للدولة. وقام بعض المماليك فخلعوا العزيز، وولوه السَّلطنه، وانتظم له الأمر إلى أن توفي سنة (٨٥٧ هـ). انظر: النجوم الزاهرة (١٥/ ١٠٣) وما بعدها.
(٦) هو: الملك الأشرف أينال، أبو النصر، سيف الدين العلائي الظاهري، من ملوك الدولة الجراكسة بمصر والشام والحجاز (٧٨٤ - ٨٦٥ هـ). ٨٦٥ هـ). اشتراه الظاهر برقوق من الخوجة علاء الدين علي، ثم أعتقه فرج بن برقوق، تقدم قي الخِدَم العسكرية إلى أن أصبح أتابكًا في أيام=