للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٣. جامع الأزهر:

هذا الجامع أول جامع أسس بالقاهرة، أنشأه القائد جوهر الصقلي (١) مولى المعز لدين الله (٢) لما اختط القاهرة، وابتدأ بناءه سنة (٣٥٩ هـ)، وكمل سنة (٣٦١ هـ). ثم جُدِّد أكثر من مرّة، حتى جُدِّد في أيام الظَّاهر بيبرس (٣).

٤. جامع الحاكم:

أول من أسَّسه العزيز بالله ابن المعز (٤)، ثم أكمله الحاكم بأمر الله (٥)، وكان أولًا يعرف بجامع الخطبة، ويعرف اليوم بجامع الحاكم، ويقال له: الجامع الأنور، وكان تمام عمارته في سنة (٣٩٣ هـ)، وقد قدم في الزلزلة الكائنة في سنة (٧٠٢ هـ)، فجدده بيبرس الجاشنكير (٦)، ورتب فيه دروسًا على المذاهب الأربعة، ودرس حديث ودرس نحو، ودرس قراءات (٧).

* المدارس التعليمية، ومن أهمها:


(١) هو: جوهر أبو الحسن الرومي المعزِّي، قائد الجيوش، من نجباء الموالي، قدم من جهة مولاه المعز في جيش عظيم في سنة (٣٥٨ هـ)، فاستولى على إقليم مصر وأكثر الشام، واختط القاهرة، وبنى بها دار الملك، عاقلًا أديبًا، شجاعًا مهيبًا، عالي الهمة نافذ الأمر، لكنه على نحلة بني عبيد التي ظاهرها الرفض، وباطنها الانحلال، مات سنة (٣٨١ هـ). انظر: السير للذهبي (١٦/ ٤٦٧ رقم الترجمة ٣٤٢).
(٢) هو: المعز لدين الله، أبو تميم معد بن المنصور إسماعيل، الذي بنيت القاهرة المعزيَّة له، صاحب المغرب، وكان ولي عهد أبيه، ولي سنة (٣٤١ هـ)، وقد أعلن الأذان بحي على خير العمل، وجرى في عهده كل قبيح من القتل والنهب، وفعلوا ما لا يفعله الفِرنج، مات سنة (٣٦٥ هـ). انظر: السير للذهبي (١٥/ ١٥٩ رقم الترجمة ٦٨).
(٣) انظر: حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (٢/ ٢٥١).
(٤) هو: العزيز بالله نزار بن المُعِزّ معد بن إسماعيل العبيدي، صاحب مصر. والشام والغرب، ولي بعد وفاة والده وله إحدى وعشرون سنة، كان شجاعًا صفوحًا، له نظم ومعرفة، وكان رافضي-، وفي أَيَّامه أُظهر سبُّ الصَّحَابَةِ جِهَارًا. مات سنة (٣٨٦ هـ). انظر: السير للذهبي (١٥/ ١٦٧ رقم الترجمة ٦٩).
(٥) هو: منصور بن العزيز نزار بن المعز العبيدي، كان جوادًا سمحًا، خبيثًا ماكرًا، رديء الاعتقاد سفّاكًا للدّماء، وكان عجيب السّيرة، يخترع كلَّ وقت أمورًا وأحكامًا يحمل الرّعيَّة عليها؛ فأمر بكتْب سَبّ الصّحابة عَلَى أبواب المساجد والشّوارع، وأمرَ العُمّال بالسّبِّ، مات سنة (٤١١ هـ). انظر: السير للذهبي (١٥/ ١٧٣ رقم الترجمة ٧٠).
(٦) هو: الملك المظفر بيبرس بن عبد الله المنصوري الجاشنكير، أصله من مماليك الملك المنصور قلاوون، وتأمّر في أيامه، وصار من كبار الأمراء في دولة الملك الأشرف، مات سنة (٧٠٩ هـ). انظر: النجوم الزاهرة (٨/ ٢٣٢).
(٧) انظر: حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (٢/ ٢٥٣).