للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

غمرها الماء. اشتدّ الوباء والطّاعون بالبلاد الشّامية والمصرية (١).

في سنة (٧٦٥ هـ): وجد جراد كثير منتشر، ثم تزايد، وتراكم، وتضاعف، وتفاقم الأمر بسببه، وسد الأرض كثرة، وعاث يمينا وشمالا، وأفسد شيئا كثيرا من الزروعات النفيسة، وأتلف للناس شيئا كثيرا، كثر الوباء والفناء في الناس (٢).

وفي سنة (٧٦٦ هـ): حصل بمكّة والشّام غلاء شديد (٣).

وفي سنة (٧٧٤ هـ): كان الوباء الكثير بدمشق، دام قدر ستة أشهر، وبلغ العدد في كل يوم مائتى نفر (٤).

وفي سنة (٧٧٧ هـ): انتشر الغلاء بحلب، حتّى أكلوا الميتة والقطاط والكلاب، وباع كثير من المقلّين أولادهم، وافتقر خلق كثير، ثم أعقب ذلك الوباء حتى فني خلق كثير حتى كان يدفن العشرة والعشرون في القبر الواحد بغير غسل ولا صلاة، ويقال: إنه دام بتلك البلاد الشامية ثلاث سنين، لكن أشدّه كان في الأولى (٥).

وفي سنة (٧٨٤ هـ): وقع الطّاعون بدمشق، ووقع الغلاء الشديد بمصر (٦).

وفي سنة (٧٨٧ هي): كان الطّاعون العظيم بحلب، بلغت عدة الموتى فيه في كل يوم ألف نفس (٧).

فهذه أبرز السمات والأحداث التي ظهرت في مجتمع دولة المماليك.

* * *


(١) انظر: البداية والنهاية (١٤/ ٣٠٠)، وشذرات الذهب (٨/ ٣٤٢).
(٢) انظر: البداية والنهاية (١٤/ ٣٠٧).
(٣) انظر: شذرات الذهب (٨/ ٣٥٥).
(٤) انظر: المرجع السابق (٨/ ٣٩٦).
(٥) انظر: المرجع السابق (٨/ ٤٣١).
(٦) انظر: المرجع السابق (٨/ ٤٨٧).
(٧) انظر: المرجع السابق (٨/ ٥٠٧).