للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأَقْدَامِ إِلَى الجَمَاعَاتِ، وَالجُلُوسُ فِي الْمَسَاجِدِ بَعْدَ الصَّلَوَاتِ، … " (١).

قال ابن تيمية: "الحديث الذي فيه رأيت ربي، وأتاني ربي في أحسن صورة، … إنما كان في المدينة وكان في المنام وهو حديث ثابت" (٢).

وأفرد المصنف لهذه المسألة في كتابه بابًا ذكر فيه جملة من الأحاديث والأثار بيّن فيها إثبات رؤية النبي لربه في المنام، منها حديث معاذ بن جبل السابق. وقول ابن عباس: "فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ﴾ [الإسراء: ٦٠] قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ رَآهَا النَّبِيُّ " (٣).

وقال ابن عباس : "كَانَتْ رُؤْيَا الْأَنْبِيَاءِ وَحْيًا" (٤).

٢/ رؤية النبي لربه في المعراج:

هذه المسألة من المسائل التي وقع الخلاف فيها بين العلماء. وقد ذكر المصنف في هذا الباب عددًا من الأحاديث والآثار الواردة في هذا الشأن منها: قول ابن عباس في قول الله ﷿: ﴿وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى (١٣) عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى﴾ [النجم: ١٣، ١٤] قال: "دَنَا رَبَهُ فَتَدَلىَ" ﴿فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى﴾ [النجم: ٩ ﴿فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى﴾ [النجم: ١٠] قال ابْنُ عَبَّاسٍ: "قَدْ رَآة النَّبِيُّ " (٥).

وعن عبد الله بن الحارث بن نوفل أنه قال: "رَأَى النَّبيَّ رَبَّهُ بِفؤَادِهِ، وَلَمْ يَرَهُ بِعَيْنِهِ" (٦).

وعن عبد الله بن شقيق العقيلي قال: قلت لأبي ذر: لَوْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ لَسَأَلْتُه، قَالَ: عَمَّا كُنْتَ تَسْأَلُهُ؟ قَالَ: إِذًا لَسَأَلْتُهُ: هَلْ رَأَى رَبَّهُ؟ فَقَالَ: قَدْ سَأَلْتُهُ أَنَا، قُلْتُ: فَمَا قَالَ؟ قَالَ: "نُورٌ أَنَّى أَرَاهُ" (٧). وغيرها.


(١) رواه الترمذي في سننه برقم (٣٢٣٥) وقال: هذا حديث حسن صحيح. وأحمد في مسنده برقم (٢٢١٠٩) بنحوه.
وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (١/ ٢٣٣).
(٢) بيان تلبيس الجهمية (٧/ ٣٥٧).
(٣) يأتي تخريجه في الحديث رقم (٤٣١).
(٤) يأتي تخريجه في الحديث رقم (٤٣٢).
(٥) يأتي تخريجه في الحديث رقم (٣٣١).
(٦) يأتي تخريجه في الحديث رقم (٣٧٠).
(٧) يأتي تخريجه في الحديث رقم (٤٠٢) و (٤٠٣).