للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١٩٥ - وذكر القاضي عن مجاهد: "إذا كان يوم القيامة يذكر داود ذنبه، فيقول اللَّه له: "كن أمامي" فيقول: رب ذنبي، فيقول: "كن خلفي" فيقول: رب ذنبي، فيقول اللَّه له: "خذ بقدمي" (١).

ورواه المرُّوذي (٢) عن مجاهد، وعن ابن عباس.

١٩٦ - وذكر القاضي عن عكرمة: "إن اللَّه إذا أراد أن يخوف عباده أبدى عَن بعضه إِلَى الأرض، فعند ذلك تزلزلت، وإذا أراد أن يدمر على قوم تجلَّى لَهَا" (٣). ورُويَ عن عكرمة، عن ابن عباس. وهو عندنا في ثالث السنة للطبراني (٤)

١٩٧ - وفي الترمذي من حديث عطية (٥)، عن أبي سعيد: "إن أحب الناس إلى اللَّه يوم القيامة وأدناهم منه مجلسًا" الحديث (٦).


(١) ذكره القاضي أبو يعلى بدون إسناد في إبطال التأويلات (١/ ٢٠٦) وهو ضعيف جدًا، ومجاهد ممن كان يروي الإسرائيليات، وهذه منها. وقد أخرج ابن عساكر بسنده إلى أبي بكر بن عياش قال: قلت للأعمش: "ما هم يتقون تفسير مجاهد؟ قال: كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب". تاريخ دمشق (٥٧/ ٢٩). وذكر القرطبي في تفسيره (١٥/ ١٨٧) رواية أخرى عن مجاهد أخرجها الحكيم الترمذي قال: حدثنا الفضل بن محمد قال: حدثنا عبد الملك بن الأصبغ قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الفزاري، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن مجاهد: "يبعث داود يوم القيامة وخطيئته منقوشة في يده: فإذا رأى أهوال يوم القيامة لم يجد منها محرزا إلا أن يلجأ إلى رحمة اللَّه تعالى، قال: ثم يرى خطيئته فيقلق فيقال له: هاهنا، ثم يرى فيقلق فيقال: له هاهنا، ثم يرى فيقلق فيقال: له هاهنا، حتى يقرب فيسكن". وسندها ضعيف منقطع؛ لأن عبد الملك بن أبي سليمان لم يرو عن مجاهد، وإنما يروي عن قيس بن سعد المكي عنه. انظر التهذيب للمزي (٢٤/ ٤٨). ثم إن لفظه فيه نكارة، فاللَّه تعالى قد غفر لداود في الدنيا، ولا يستقيم ذلك مع بعثه يوم القيامة ويده منقوش عليها خطيئته! وأيضًا لم يثبت أن الذنوب يوم القيامة تُنقش على الأيدي.
(٢) المروذي أبو بكر أحمد بن محمد بن الحجاج المروذي. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم ١٤٧).
(٣) أخرجه عبد اللَّه بن الإمام أحمد في السنة (رقم ١٠٦٩) عن أبيه الإمام أحمد، عن أبي المغيرة الخولاني، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة. ومن طريقه أخرجه القاضي أبو يعلى في إبطال التأويلات (١/ ٣٤٠) وفي سنده يحيى بن أبي كثير، وهو وإن كان ثقة فقد عُرف بالتدليس والإرسال، وقد عنعن. انظر: الضعفاء للعقيلي (٤/ ٤٢٣).
(٤) قال الطبراني في كتاب السنة: حدثنا حفص بن عمرو، حدثنا عمرو بن عثمان الكلابي، حدثنا موسى بن أعين، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "إذا أراد اللَّه أن يخوف عباده أيدي عن بعضه للأرض فعند ذلك تزلزلت وإذا أراد اللَّه أن يدمدم على قوم تجلى لها ﷿". ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية مستدلًا به في الفتاوى الكبرى (٦/ ٤٠٩) وقال: "لفظ البعض، قد نطق به أئمة الصحابة والتابعين وتابعيهم ذاكرين وآثرين".
(٥) عطية بن سعد بن جُنادة العوفي الجدلي الكوفي أبو الحسن صدوق يخطئ كثيًرا وكان شيعيا مدلسا بخ د ت ق. التقريب (رقم ٤٦١٦).
(٦) أخرجه الإمام أحمد (رقم ١١١٧٤، ١١٥٢٥) والترمذي (رقم ١٣٢٩) وابن الجعد (رقم ٢٠٠٤) ومن طريقه البغوي في تفسيره (٢/ ٢٣٩) وفي شرح السنة (رقم ٢٤٧٢) وأخرجه البيهقي في الكبرى (رقم ٢٠١٦٩) وفي الشعب (رقم ٦٩٨١) والطيوري في الطيوريات =