للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أين تلتقي أرواح أهل الجنة وأرواح أهل النار، قال: أما أرواح أهل الجنة فتلتقي بالجابية، وأما أرواح أهل النار فبحضرموت، قال: فإنه يَسَلَك عن الحشر ما هو؟ قال: نار تزوي الناس تظهر من قِبَل المشرق" (١).

وذكر الفخر الرازي في تفسيره القول بأن الأفلاك سبعة فقط، عند تفسير سورة البقرة، وفسرها مفردة أيضًا على الوجه العقلي لا النقلي (٢).

وحكى أبو حيان التوحيدي (٣) في كتاب الزلفة أن أفلاطون (٤) قال: "إن الباري أخذ خيطًا فقطعه نصفين، وقطع أحد النصفين سبع قطع، ثم ألف بينها" (٥).

وقال: "قال أبو زيد هو البلخي (٦): "هذا كلام واقع في رموز أفلاطون أراد بالخيط المقطوع بنصفين جنسَ الخطوط المحيطة بكراة الكواكب، وأراد بأحد نصفي الخيط الدائرة العظيمة من الفلك الأعظم، وأراد بالنصف المقطوع بسبع قطع الدوائر المحيطة بكراة الكواكب السبعة السيارة التي تدور في أفلاكها خاصة، وكان مختلفة متقنة في الطول والعرض والسُّمك، وأنبا بذلك أن ابتداء خلق العالم كان على هذه الجهة، وجعل التمثيل بالخيط لمكان دقته؛ فإن الخيط إذا دُق كان أشبه شيء بخطوط الدوائر المحيطة بها من الأشياء الحسية، وذكر أن ابتداء الخِلقة كان بأحد ذلك اخيط بنصفين نصفين وعظمت الدوائر في الآخر حتى صار قطعًا سبعًا" (٧).


(١) أخرجه صالح بن الإمام أحمد في مسائله (رقم ٦١١) وإسناده حسن، ولبعض متونه شواهد صححها الألباني في الصحيحة (رقم ١٨٧٣).
(٢) انظر: مفاتيح الغيب للرازي (٢/ ٣٨١).
(٣) أبو حيان التوحيدي الضال الملحد علي بن محمد بن العباس الصوفي، وله مصنفات في الأدب والفصاحة والفلسفة، وكان سيئ الاعتقاد، كان أبو حيان كذابا، قليل الدين والورع عن القذف والمجاهرة بالبهتان، تعرض لأمور جسام من القدح في الشريعة والقول بالتعطيل، طلبه الوزير المهلبي فاستتر منه، ومات في الاستتار، وأراح اللَّه منه، ولم تؤثر عنه إلا مثلبة أو مخزية، هلك في حدود سنة ٤٠٠ هـ. انظر: السير الذهبي (١٧/ ١١٩) والتاريخ له (٨/ ٨٣٧).
(٤) أفلاطون بن أرسطون أحد أساطين الحكمة الخمسة من يونان كبير القدر فيهم مقبول القول بليغ في مقاصده أخذ عن فيثاغورس اليوناني وشارك سقراط في الأخذ عنه ولم يشتهر ذكره بين علماء يونان إلا بعد موت سقراط وكان أفلاطون شريف النسب في بيوت يونان من بيت علم واحتوى على جميع فنون الطبيعة وصنف كتبا كثيرة مشهورة في فنون الحكمة وذهب فيها إلى الرمز والإغلاق واشتهر جماعة من تلاميذه المتخرجين عليه وسادوا بانتسابهم إليه وكان يعلم الطالبين الفلسفة وهو ماش وسمى الناس فرقته المشائين وفوض في آخر عمره المفاوضة والتعليم والتدريس إلى أرشد أصحابه وانقطع إلى العبادة والاعتزال وعاش ثمانين سنة. انظر: أخبار العلماء للقفطي (ص ٢٠).
(٥) كلام لا دليل عليه وهو من خيالات الفلاسفة، وسيوضحه البلخي فيما بعده.
(٦) أحمد بن سهل البلخي أبو زيد كان فاضلا قيما بجميع العلوم القديمة والحديثة يسلك في مصنفاته طريقة الفلاسفة إلا أنه بأهل الأدب أشبه وكان معلما للصبيان ثم رفعه العلم توفي سنة ٣٢٢ هـ. انظر: الوافي للصفدي (٦/ ٢٥٢ - ٢٥٤) باختصار.
(٧) كتاب الزلفة لأبي حيان لا يزال مفقودًا.