للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحكاها ابن سينا في الشفاء في تفسيره، عند قوله في البقرة: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [آل عمران: ١٩٠] (١).

وفي كتاب السماء والعالم (٢). . . (٣): "السموات عشرة والأرضون ثمانية؛ وحُكي عن قوم من أهل الهيولي (٤): وليس يثبتوا سماوات ولكنهم يثبتوا هذه السماء التي أبصروا، وعن آخرين السموات سبع على قدر علو الأفلاك، وقال بعضهم: السبع أحدها فلك الجواهر، والآخر الفلك المستقيم" (٥).

٣٨١ - وذكر ابن بَرَّجَان (٦) حديث الحسن، عن أبي هريرة الذي فيه: "لو دليتم بحبل لهبط على اللَّه" (٧). ثم قال: "فهذه السبع السموات الأرقعة بين كل سمائين سموات أفلاك أو ما يقوم مقام الأفلاك في نظرك، الأمر الذي عبر عنه قول الحق جل ذكره: ﴿وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا﴾ [فصلت: ١٢].


(١) لم أجد هذا النص في المطبوع من كتاب الشفاء لابن سينا.
(٢) كتاب السماء والعالم لأرسطو، وشرحه عدد من الفلاسفة، منهم الفقيه ابن رشد الحفيد، وأبو نصر الفارابي. ولا يزال الكتاب مفقودا انظر: تاريخ الإسلام للذهبي (١٢/ ١٠٣٩) وبغية الطلب لابن العديم (٣/ ١٣٤٣) والوافي للصفدي (١/ ١٠٤). .
(٣) يوجد طمس في المخطوط لبعض الكلمات.
(٤) الهيولي: لفظ يوناني بمعنى: الأصل والمادة، وفي الاصطلاح: هي جوهر في الجسم. انظر: التعريفات للجرجاني (ص ٢٥٧).
(٥) كلام الفلاسفة عن السماء والأرض خيالات وتخرصات، قال تعالى: ﴿مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [سورة الكهف: ٥١].
(٦) الشيخ الإمام العارف القدوة أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن ابن أبي الرجال محمد اللخمي المغربي الإفريقي ثم الأندلسي الإشبيلي شيخ الصوفية، كان من أهل المعرفة بالقراءات والحديث وله تفسير القرآن لم يكمله توفي سنة ٥٣٦ هـ. انظر: التاريخ للذهبي (٢٠/ ٧٢).
(٧) أخرجه من حديث الحسن البصري، عن أبي هريرة مرفوعًا. الإمام أحمد (رقم ٨٨٢٨) والترمذي (رقم ٣٢٩٨) وابن أبي عاصم في السنة (رقم ٥٧٨) وأبو الشيخ في العظمة (٢/ ٥٦٠) والبيهقي في الأسماء والصفات (رقم ٨٤٩) والجورقاني في الأباطيل والمناكير (رقم ٦٦، ٦٥، ٦٧) وابن الجوزي في العلل المتناهية (رقم ٨). قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه. ويروى عن أيوب، ويونس بن عبيد وعلي بن زيد? قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة. وفسَّر بعض أهل العلم هذا الحديث، فقالوا: إنما هبط على علم اللَّه وقدرته وسلطانه. علم اللَّه وقدرته وسلطانه في كل مكان، وهو على العرش كما وصف في كتابه". وقال الجورقاني: "هذا حديث باطل، وله علة تخفى على من لم يتبحر، فمن تأمل هذا الحديث، واعتبر أقوال رواته، يحكم عليه بالصحة لأمانتهم وعدالتهم والعلة فيه إرسال الحسن، عن أبي هريرة؛ فإنه لم يسمع من أبي هريرة شيئًا، ولا يعلم بإرسال الحسن إلا المتبحرون". قال صالح بن أحمد بن حنبل: "قال أبي : سمع الحسن من ابن عمر، وأنس بن مالك، وابن مغفل، وعمرو بن تغلب، ولم يصح له السماع من جندب، ولا من معقل بن يسار، ولا من عمران بن حصين، ولا من أبي هريرة". وقال أيوب: لم يسمع الحسن من أبي هريرة، وقال شعبة: قلت ليونس: أسمع الحسن من أبي هريرة؟ قال: لا، ولا حرفا وقال عفان بن مسلم: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، أنه قال: "لم يسمع الحسن من أبي هريرة". وقال نعيم: حدثنا سفيان، عن مساور الوراق، قال: قلت للحسن البصري: عمن تحدث هذه الأحاديث؟ قال: عن كتاب عندنا سمعته من رجل. وقال الذهبي في العلو (ص ٧٤): "الحسن مدلس والمتن منكر ولا أعرف وجهه وقوله". وقال الهيثمي في المجمع (١/ ٨٦): =