للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ابن عبيد اللَّه المديني (١)، حدثنا عبد اللَّه بن وهب (٢)، عن ابن لهيعة (٣)، عن دراج (٤)، عن عيسى بن هلال (٥)، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص، عن رسول اللَّه قال: "إن روحي المؤمنين ليلتقيان على مسيرة يوم، وما رأي أحدهما صاحبه قط" (٦).

قال جالينوس (٧) في مقالته في أن قوى النَّفْس تابعة لمزاج البدن: "وقد برهنت في موضع آخر أن أنواع النَّفْس ثلاثة، وأن هذا هو رأي أفلاطون، وبينت أيضًا أن الواحدة في البدن، والأخرى في القلب، والأخرى في الدماغ، وقد تجد أفلاطون قد ينفي بأن الجزء الفكري وحده من هذه الثلاثة الأنواع أو الأجزاء التي للنفس غير ميت، وأما أنا فليس عندي ما أقضي به أنها غير ميتة، ولا أنها ليست كذلك" (٨).

ذكر أبو حيان التوحيدي في كتاب الزلفة (٩) أنه قرأ بخط قدامة (١٠): "قال أفلاطون: إن مسكن الأنفس العقلية إذا تجردت هو كما قالت الفلاسفة القدماء خلف الفلك في عالم الربوبية، حيث نور البارئ، وليس كل نفس تفارق البدن تسير من ساعتها إلى ذلك المحل؛ لأن في الأنفس نفسٌ تفارق البدن، وفيها ذات وأشياء حسية، فمنها ما تصير إلى فلك القمر تقيم هناك مدة من الزمان، فإذا تهذبت ونُقيت ارتقت إلى فلك عطارد فتقيم هناك


(١) محمد بن عبيد اللَّه بن محمد بن زيد المدني أبو ثابت مولى آل عثمان ثقة خ س. التقريب لابن حجر (رقم ٦١١٠).
(٢) هو الإمام المشهور عبد اللَّه بن وهب القرشي.
(٣) عبد اللَّه بن لهيعة بن عقبة الحضرمي صدوق خلط بعد احتراق كتبه. تقدمت ترجمته في الحديث (رقم ١٣٣).
(٤) درَّاج بن سمعان أبو السمح السهمي مولاهم المصري القاص صدوق، في حديثه عن أبي الهيثم ضعف بخ ٤. التقريب (رقم ١٨٢٤).
(٥) عيسى بن هلال الصدفي المصري صدوق بخ د ت س. التقريب لابن حجر (رقم ٥٣٣٧).
(٦) أخرجه ابن وهب في جامعه (رقم ١٨٠) والمؤلف من طريقه كما هنا. وأخرجه الإمام أحمد (رقم ٦٦٣٦) والبخاري في الأدب المفرد (رقم ٢٦١) والطبراني في الكبير (رقم ١٦١، ١٤٧٤٤) وأبو يعلى كما في إتحاف الخيرة للبوصيري (٦/ ١١٣) والحكيم الترمذي في نوادر الأصول كما شرح الصدور للسيوطي (ص ٩٧) قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٧٤): رواه أحمد، ورجاله وثقوا على ضعف في بعضهم، ورواه الطبراني. وضعفه الألباني في السلسة الضعيفة (رقم ١٩٤٧).
(٧) جالينوس الحكيم الفليسوف الطبيعي اليوناني من أهل مدينة فرغاموس من أرض اليونانيين إمام الأطباء في عصره ورئيس الطبيعيين في وقته ومؤلف الكتب الجليلة في صناعة الطب وغيرها من علم الطبيعة وعلم البرهان. انظر: أخبار العلماء للقفطي (ص ٩٩).
(٨) انظر: أدب الخواص للحسين بن علي المغربي (ص ٦٩).
(٩) كتاب الزلفة لأبي حيان لا يزال مفقودًا.
(١٠) قدامة بن جعفر بن قدامة الكاتب أبو الفرج كان نصرانيا وأسلم على يد المكتفي باللَّه، وكان أحد البلغاء الفصحاء والفلاسفة الفضلاء وممن يشار إليه في علم المنطق، توفي سنة ٣٣٧ هـ. انظر: معجم الأدباء لياقوت الحموي (٥/ ٢٢٣٥) والتاريخ للذهبي (٧/ ١٩٠).