للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أعلم، قال: «يا أبا المنذر، أتدري أيُ آية من كتاب الله معك أعظم؟»، قال قلت: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ} [البقرة: ٢٥٥]، قال: فضرب في صدري، وقال: «والله ليهنك العلم أبا المنذر» (١).

مات في زمن عثمان رضي الله عنه سنة ثلاثين، وصَلَّى عليه، وقيل: في خلافة عمر رضي الله عنه، والله أعلم (٢).

الوجه الثاني: في تخريجهما:

أما حديث أُبي، فقد أخرجه أحمد (٣٥/ ٧٨) وأبو داود (١٤٢٣) في كتاب «الصلاة»، باب «ما يقرأ في الوتر»، والنسائي (٣/ ٢٣٥) من طريق سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب، به.

وقد وقع عند أحمد والنسائي في آخره زيادة: (فإذا سلم قال: سبحان الملك القدوس ثلاث مرات)، وهي عند أبي داود (٤٣٠) دون قوله: (ثلاث مرات)، وعند النسائي (يطيل في آخرهن)، وعند أحمد (٢٤/ ٧٢): (ويرفع بها صوته).

وهذا الحديث إسناده صحيح، صححه الحاكم، والنووي (٣)، وله طرق أخرى عن سعيد بن عبد الرحمن، ومنها رواية النسائي بالزيادة المذكورة: (ولا يسلم إلا في آخرهن)، وقد تفرد بها عبد العزيز بن خالد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن عزرة، عن سعيد بن عبد الرحمن، به، ولم يوثقه أحد، وقال في «التقريب»: (مقبول)، يعني عند المتابعة وإلا فلين الحديث.

وقد خالفه عيسى بن يونس، وهو ثقة، فرواه عن سعيد بدونها، كما عند النسائي أيضاً، وعنده أيضاً من طريق زُبيدٍ، عن سعيد بن عبد الرحمن بدونها، فتكون زيادة منكرة، على ما قرره الألباني (٤)، لكنه صحح الحديث في «صحيح سنن النسائي» (٥) بدون استثنائها، وهذا أقرب فإنه تقدم ما يؤيد ذلك.


(١) أخرجه مسلم (٨١٠).
(٢) "الإصابة" (١/ ٢٦).
(٣) "المستدرك" (٢/ ٢٥٧)، "الخلاصة" (١/ ٥٥٦).
(٤) "صلاة التراويح" ص (٩٦).
(٥) (١/ ٢٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>