للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[استحباب الدعاء عند نزول المطر]

٥٢٠/ ٨ - عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى المطر قال: "اللهم صيبًا نافعًا". أخرجاه.

• الكلام عليه من وجوه:

• الوجه الأول: في تخريجه:

فقد أخرجه البخاري في كتاب " الاستسقاء"، باب " ما يقال إذا أمطرت" (١٠٣٢) من طريق نافع، عن القاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها، به مرفوعًا.

وعزو الحافظ الحديث إلى " الصحيحين" وهم منه رحمه الله، وإنما هو عند البخاري فقط، كما فعل المزي في " تحفة الأشراف" (١).

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (صيبًا) اسم على وزن (فيعل) أصله: صيوب، اجتمعت الياء والواو وسبقت الأولى بالسكون، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء؛ لأنه من صاب يصوب، إذا نزل، ومعناه: منهمرًا متدفقًا، وهو منصوب بفعل محذوف تقديره: اجعله صيبًا.

قوله: (نافعًا) صفة، واحترز به من الصيب الضار، ويجوز أن يكون احترازًا عن مطر لا يترتب عليه نفع، فيكون أعم من أن يترتب عليه ضرر (٢).

• الوجه الثالث: الحديث دليل على استحباب الدعاء عند نزول المطر بهذا الدعاء الجامع، وهو أن يجعله الله تعالى مطر رحمة ونفع، لا مطر عذاب ولا هدم ولا غرق، وهذا هو الصيب النافع، والله تعالى أعلم.


(١) (٢/ ٢٨٧).
(٢) "شرح الأذكار" لابن علَّان (٤/ ٢٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>