اللباس: بكسر اللام اسم لما يلبس، وأصله اسم مصدر من قولك: لبس الثوب لبسًا ولباسًا، أي: استتر به.
واللباس: ما يلبس على الجسم ليستره أو يدفئه.
وهو من نعم الله تعالى على عباده؛ لأنه يستر أعضاء مخصوصة من بدن الإنسان ويحفظه من عاديات الجو وتقلباته، إضافة إلى أنه زينة وجمال، قال تعالى:{يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسًا يواري سوءاتكم وريشًا ولباس التقوى ذلك خير}[الأعراف: ٢٦].
فذكر تعالى اللباس البدني الضروري:{لباسًا يواري سوءاتكم}، واللباس التكميلي الذي هو زينة وجمال:{وريشًا} أي: وأنزلنا عليكم ريشًا: وهي ثياب الزينة والجمال، واللباس المعنوي، {ولباس التقوى} وهو: التخلق بتقوى الله تعالى، وهو طاعته بفعل المأمور واجتناب المحظور، سمي لباسًا؛ لأنه يستر عورات الذنوب، {ذلك خير} أي: أفضل وأنفع من لباس البدن.
وهذا الباب عقده الحافظ لبيان ما يحل وما يحرم من اللباس، ومناسبته بعد أبواب الصلاة من جهة أن ستر العورة شرط من شروط الصلاة، فناسب ذكره لذلك.
والأصل في اللباب: الحل كغيره من أنواع المباحات، كالمآكل والمشارب والمراكب والمساكن، ونحو ذلك، قال تعالى:{هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعًا}[البقرة: ٢٩]، وقال تعالى:{قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق}[الأعراف: ٣٢].