[وجوب الاقتداء به - صلى الله عليه وسلم - في صلاته]
٣٢٧/ ٦١ - عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»، رواه البخاري.
الكلام عليه من وجهين:
الوجه الأول: في تخريجه:
هذا الحديث تقدم تخريجه في باب «الأذان» الحديث (١٩٦)، وقد أخرجه أصحاب الكتب الستة وأحمد، لكن هذه الجملة المذكورة هنا انفرد بها البخاري عن بقية أصحاب الكتب الستة، وجاءت عند أحمد (٣٤/ ١٥٧ - ١٥٨) بلفظ: (وصلوا كما تروني أصلي).
الوجه الثاني: الحديث دليل على وجوب الاقتداء به صلّى الله عليه وسلّم في صلاته، وأننا نصلي مثل ما كان يصلي في الأفعال والأقوال، لأنها أتم هيئات الصلاة، وكل فعل فعله صلّى الله عليه وسلّم في محل ما من الصلاة فهو المشروع في ذلك المحل، ولا يجوز إحداث شيء في الصلاة يخالف ما فعله صلّى الله عليه وسلّم.
والأصل في الأوامر الوجوب، ولا يخرج عن هذا الأصل إلا ما دل الدليل على أنه غير واجب، فما داوم عليه دل على أنه واجب، وما تركه في بعض الأحيان دل على أنه غير واجب.
ويؤكد وجوب الاقتداء به صلّى الله عليه وسلّم كون صلاته صلّى الله عليه وسلّم بياناً لمجمل قوله تعالى:{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}[البقرة: ٤٣]، وهو أمر قرآني يفيد الوجوب، وبيان المجمل الواجب واجب، كما تقرر في الأصول، وتقدم شيء من ذلك عند أول حديث في باب «صفة الصلاة» فارجع عليه.