للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[فضل الفقه في الدين]

١٥٣١/ ٤ - عَنْ مُعَاويَةَ - رضي الله عنه - قَال: قَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيرًا، يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ". مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.

الكلام عليه من وجوه:

° الوجه الأول: في تخريجه:

هذا الحديث رواه البخاري في مواضع من "صحيحه" وأولها في كتاب "العلم"، باب (من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين) (٧١)، ومسلم (١٠٣٧) من طريق الزهري، قال: قال حميد بن عبد الرحمن: سمعت معاوية خطيبًا يقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من يرد الله به خيرًا يفقهه في الدين، وإنما أنا قاسم، والله معطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله".

° الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (من يرد الله) بضم الياء من الإرادة، والمراد بها: الإرادة الشرعية، وهي التي يلزم أن يكون المراد فيها محبوبًا لله تعالى، ولا يلزم وقوعه، وأما الكونية فهي التي يلزم فيها وقوع المراد، ولا يلزم أن يكون محبوبًا لله تعالى، فالكونية بمعنى المشيئة، والشرعية بمعنى المحبة.

قوله: (خيرًا) أي: منفعة، وهو نكرة في سياق الشرط، فيفيد العموم، فيشمل القليل والكثير، والتنكير للتعظيم؛ لأن المقام يقتضيه.

قوله: (يفقهه في الدين) أي: يجعله عالمًا بالأحكام الشرعية ذا بصيرة فيها، والفقه في اللغة: الفهم، والمراد هنا: ما يتعلق بفهم الكتاب والسنة،

<<  <  ج: ص:  >  >>