للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا يشمل الفقه في أصول الإيمان وشرائع الإسلام وحقائق الإحسان، وما يتبع ذلك من الوسائل المعينة على الفقه في الدين كعلوم العربية بأنواعها.

° الوجه الثالث: الحديث دليل على فضل العلماء على سائر الناس؛ لأنهم الذين يخشون الله تعالى، فيجتنبون معاصيه، ويديمون طاعته، لمعرفتهم بعظم النعمة والوعد والوعيد، قال الحسن البصري: (إنما الفقيه: الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بأمر دينه، المداوم على عبادة ربه) (١).

° الوجه الرابع: في الحديث دليل على فضل التفقه في الدين على سائر العلوم، وأنه من أعظم مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، وأنه لا يُعطى إلا من أراد الله به خيرًا، وهذا يفيد أن العلم النافع علامة على سعادة العبد، وأنه يرجى له بذلك حسن الخاتمة؛ لأن العلم النافع يقود إلى خشية الله تعالى وإلى طاعته وتقواه.

° الوجه الخامس: يدل مفهوم الشرط في قوله: "من يرد الله به خيرًا" على أن من لم يتفقه في دين الله وأعرض عن العلوم النافعة مع قدرته على ذلك واحتياجه إليه أن الله لم يرد به خيرًا؛ لحرمانه الأسباب التي تُنال بها الخيرات، وتُكتسب بها السعادة. والله تعالى أعلم.


(١) رواه أحمد في "الزهد" ص (٣٢٧)، والدارمي (١/ ٧٦)، والآجري في "أخلاق العلماء" ص (٨٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (٢/ ١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>