٧٥٩/ ١٩ - عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قالَ: إنّ المُشْرِكينَ كانوا لا يُفيضونَ حتى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ويقولونَ: أَشْرِقْ ثَبيرُ، وأنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم خالَفَهُمْ، ثمَّ أَفاضَ قَبْلَ أَنْ تَطْلعَ الشَّمْسُ. رواهُ الْبُخَاريُّ.
الكلام عليه من وجوه:
الوجه الأول: في تخريجه:
فقد أخرجه البخاري في كتاب «الحج»، باب «متى يُدفع من جمع؟»(١٦٨٤) من طريق شعبة، عن أبي إسحاق: سمعت عمرو بن ميمون، يقول: شهدت عمر رضي الله عنه صلى بجمع الصبح، ثم وقف، فقال … وذكر الحديث.
الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:
قوله:(أشرق) بفتح الهمزة، فعل أمر من الإشراق؛ أي: ادخل في وقت الإشراق.
قوله:(ثبيرُ) بفتح الثاء، مبني على الضم؛ لأنه منادى بحرف نداء محذوف، وهو اسم جبل كبير شاهق يقع على حد مزدلفة من جهة الشمال، قيل: إنه عرف باسم رجل من هذيل اسمه ثبير دفن فيه. وقد جاء في إحدى روايات أحمد وابن ماجه:(يقولون: أشرق ثبير، كيما نُغير)(١)، أي: لنذهب سريعاً إلى منى، كالمغيرين من سرعة الدفع.
قوله:(ثم أفاض) يحتمل أن فاعله هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويحتمل أنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.