للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

باب الرَّهَبِ من مساوئ الأخلاق

الرَّهَبُ - بالتحريك - مصدر رَهِبَ يَرْهَبُ رَهَبًا من باب تَعِبَ؛ أي: خاف، ومادة رهب -كما يقول ابن فارس - تدل على معنيين، أحدهما: الخوف، والآخر: الرقة والخفة (١).

وفي بعض النسخ: الترهيب، وهو مصدر رهَّبه من الشيء بمعنى أخافه خوفًا شديدًا.

والمساوئ: بفتح الميم جمع مساءة بمعنى سيئة، وهي القبيح من القول والفعل.

والمراد بمساوئ الأخلاق: الأخلاق الذميمة من الأقوال والأفعال التي نهى الشارع عنها، وحذر منها كالحسد والظلم والرياء وإخلاف الوعد والخيانة والغضب وغير ذلك.

وقد جاءت الشريعة الإسلامية بالحث على مكارم الأخلاق، والتحذير من مساوئ الأخلاق.

وقد أراد المؤلف بهذا الباب أن يذكر جملة من الأحاديث في مساوئ الأخلاق؛ لبيان أن من حلية طالب العلم أن يستقيم على الأخلاق الكريمة، وأن يبتعد عن الأخلاق الذميمة حتى يكون ممن استنار بنور الإيمان، واستفاد من علمه، وهذا أقرب إلى سعادته في الدنيا وفلاحه في الدار الآخرة، وانتفاع الناس بعلمه وأخلاقه. وعن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: (ليتق الرجل دناءة الأخلاق، كما يتقي الحرام) (٢).


(١) "معجم مقاييس اللغة" (٢/ ٤٤٧).
(٢) "حلية الأولياء" (٦/ ٢٤٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>