للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[من أين يكون دخول مكة والخروج منها؟]

٧٤٥/ ٤ - عَن عائِشةَ رضي الله عنها، أَنَّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم لَمَّا جَاءَ إلى مَكَّةَ دَخَلَهَا مِنْ أَعْلَاهَا، وخَرَجَ مِنْ أَسْفَلِها. مُتَّفقٌ عَلَيْهِ.

الكلام عليه من وجوه:

الوجه الأول: في تخريجه:

فقد أخرجه البخاري في كتاب «الحج»، باب «من أين يخرج من مكة؟» (١٥٧٧)، ومسلم (١٢٥٨) من طريق سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، به.

الوجه الثاني: الحديث دليل على أن النبي صلّى الله عليه وسلّم دخل مكة من أعلاها، وهي ثنية الحجون، وتسمّى: (كَداء) بفتح الكاف والمد، وهي الطريق الآتية بين مقبرتي المعلاة، وخرج من أسفلها، وهي ثنية (كُدى) بضم الكاف والقصر كهُدى، وهي عند باب الشبيكة، وتعرف الآن بريع الرسَّام، وقد سُهِّلَتْ، وهي الآن في الشارع العام المؤدي إلى جرول، وأهل مكة يقولون: ادخل وافتح، واخرج وضم، وأما (كُديّ) بلفظ التصغير كسُمَيِّ، فهي لمن خرج من مكة إلى اليمن، وبعض علماء اللغة كصاحب «القاموس» وقع في وهم في هذه المواضع (١). والثنية: الطريق المرتفع بين جبلين.

وقد روى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلّى الله عليه وسلّم دخل مكة من كداء من الثنية العليا التي بالبطحاء، وخرج من الثنية السفلى (٢). ولعل هذه المخالفة من


(١) انظر: "القاموس" (٤/ ٢٧ ترتيبه)، "مفيد الأنام" (١/ ٢٢٩).
(٢) أخرجه البخاري (١٥٧٦)، ومسلم (١٢٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>