للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[ما جاء في ذم التعلق بالدنيا]

١٤٧٨/ ٢ - عَنْ أَبِي هُرَيرَةَ - رضي الله عنه - قَال: قَال رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَالدِّرْهَمِ، وَالْقَطِيفَةِ، إنْ أُعْطيَ رَضِيَ، وَإنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ". أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ.

° الكلام عليه من وجوه:

• الوجه الأول: في تخريجه:

هذا الحديث رواه البخاري في كتاب "الرقاق"، باب (ما يُتقى من فتنة المال) (٦٤٣٥) من طريق أبي بكر بن عياش، عن أبي حَصِين (١)، عن أبي صالح، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تعس عبد الدينار والدرهم والقطيفة والخميصة … " الحديث.

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (تَعِسَ) بفتح التاء الفوقية وكسر العين المهملة من باب تَعِبَ تَعَسًا فهو تَعِسٌ، لغة في تَعَسَ بالفتح من باب نفع تَعْسًا فهو تاعس؛ أي: أكب على وجهه (٢)، ومعناه هنا: هلك وخاب.

قوله: (عبد الدينار) أي: طالب الدينار الحريص على جمعه القائم على حفظه، يرضى إذا وجد، ويغضب إذا فقد، وخص العبد بالذكر إشارة إلى شغفه وحرصه وانغماسه في محبة الدنيا فهو كالأسير الذي لا يجد مخلصًا، ولم يقل مالك ولا جامع الدنيا لأنه لا ذم في ذلك على الإطلاق، وإنما الذم فيما زاد على الحاجة.


(١) بفتح أوله، هو عثمان بن عاصم الأسدي الكوفي. "فتح الباري" (١١/ ٢٥٤).
(٢) "المصباح المنير" ص (٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>