للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المعوذتين، أخرجه الطحاوي في «شرح المعاني» (١/ ٢٨٥) والدارقطني (٢/ ٣٥) والحاكم (١/ ٣٠٥) (٢/ ٥٢٠) وابن حبان (٦/ ١٨٨، ٢٠١).

ويحيى بن أيوب مختلف فيه، قال في «التقريب»: (صدوق ربما أخطأ)، وقد حسَّن الحديث الحافظ ابن حجر (١)، وتبعه شعيب الأرناؤوط (٢)، وقال العقيلي بعد سياقه الحديث: (أما المعوذتين فلا يصح) (٣).

والحديث له شواهد، منها: حديث أبي بن كعب الذي قبله، لكن ليس في شيء منها ذكر المعوذتين مع سورة الإخلاص.

الوجه الثالث: الحديث دليل على مشروعية قراءة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} في الركعة الأولى من صلاة الوتر، و {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} في الثانية، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} في الثالثة، وإن قرأ أحياناً في الثالثة مع {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} فقد قال به من ذهب إلى تحسين الرواية بزيادتهما، وقد اعتمد الألباني ذلك (٤)، مع أن الأئمة الكبار على إعلال الحديث، كما تقدم، وقد ذهب إلى مشروعية القراءة بهما الشافعية، وروي عن مالك واستحبه أكثر أصحابه (٥).

الوجه الرابع: ظاهر الحديث أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يسرد ركعات الوتر الثلاث ولا يسلم إلا في آخرهن، وهذا جاء في رواية النسائي كما تقدم، وقد مضى ما يؤيدها، وهو أنه يجوز سرد الثلاث بسلام واحد، والأولى أن يسلم بعد ركعتين، ثم يوتر بواحدة، كما يدل له قوله صلّى الله عليه وسلّم: «صلاة الليل مثنى مثنى … »، والله أعلم.


(١) "نتائج الأفكار" (١/ ٤٩٧ - ٤٩٨).
(٢) "الإحسان" (٦/ ١٨٨).
(٣) "الضعفاء" (٤/ ٣٩٢).
(٤) انظر: "أصل صفة الصلاة" (٢/ ٥٤١ - ٥٤٢).
(٥) "إكمال المعلم" (٣/ ٩٣)، "المجموع" (٤/ ٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>