للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

صلاة الضحى) من طريق عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، قال: (حدثني المطلب بن عبد الله بن حنطب، عن عائشة رضي الله عنه قالت: … فذكرته).

وهذا إسناد ضعيف - أيضاً - لأن المطلب بن عبد الله بن حنطب وثقه أبو زرعة ويعقوب بن سفيان، إلا أنه لم يسمع من عائشة، فقد قال أبو حاتم: (لم يدرك عائشة رضي الله عنها وعامة حديثه مراسيل) (١)، وقال أبو زرعة: (نرجو أن يكون سمع منها) (٢).

الوجه الثاني: الحديث الأول دليل على فضل صلاة الضحى، وهي ثنتا عشرة ركعة، ولكنه حديث ضعيف، وكذا حديث عائشة، وتغني عنهما الأحاديث الصحيحة الدالة على أنها ركعتان، كما في حديث أبي ذر المتقدم: (ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) أو يصليها أربع لحديث عائشة المتقدم، الذي أخرجه مسلم، أو يصليها ستاً لحديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يصلي الضحى ست ركعات (٣).

وله أن يصليها ثمان ركعات لحديث أبي مرة مولى عقيل أن أم هانئ حدثته أنه لما كان عام الفتح، أتت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو بأعلى مكة، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى غُسْله، فسترت عليه فاطمة، ثم أخذ ثوبه، فالتحف به، ثم صلى ثمان ركعات سُبحة الضحى (٤)، ويدل على ذلك كله قول عائشة رضي الله عنها كما تقدم: (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلي الضحى، أربعاً، ويزيد ما شاء الله).

والمقصود أن صلاة الضحى ليس لها عدد معين، وأقلها ركعتان، فيصلي المسلم ما شاء الله، لأن الضحى وقت للصلاة، وشَغْلُ الوقت بالصلاة من أفضل الأعمال وأجل الطاعات.


(١) "المراسيل" لابنه ص (٢١٠).
(٢) "الجرح والتعديل" (٨/ ٣٥٩).
(٣) أخرجه الترمذي في "الشمائل" (٢٧٣) وهو حديث صحيح لغيره، له طرق وشواهد ذكرها الألباني في "الإرواء" (٢/ ٢١٦).
(٤) أخرجه البخاري (١١٧٦)، ومسلم (٣٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>