للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حبان (١)، والعجلي (٢)، لذا وصفه بعضهم بالجهالة، وقد رواه أبو إسحاق عن أبي بصير، كما في رواية النسائي ورواية عند أحمد (٣) وغيرهما، وأبو بصير روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في «الثقات» (٤).

والحديث صححه ابن حبان كما قال الحافظ هنا، وصححه ابن خزيمة (٥)، ونقل الحافظ تصحيحه عن ابن السكن والعقيلي والحاكم (٦)، وقال النووي: (أشار علي بن المديني والبيهقي وغيرهما إلى صحته) (٧)، ومثل هذا كافٍ في رفع الجهالة عن عبد الله بن أبي بصير.

الوجه الثاني: الحديث دليل على فضل كثرة الجماعة، وأن هذا أمر محبوب لله تعالى، لما فيه من المصالح العظيمة من تكثير سواد المسلمين في بيوت الله وتعاونهم وتعارفهم، وبعدهم عن التفرق والاختلاف، لا سيما أهل الحي الواحد.

ولهذا ينبغي عدم تعدد المساجد مهما أمكن؛ لأن تعددها يفضي إلى قلة الجماعة وتفرقهم، وانتحال الأعذار للكسالى والمتخلفين، وإذا صلى أهل الحي في مسجد واحد فهو أفضل وأكمل، لما في ذلك من المصالح، فإن دعت الحاجة إلى تعدد المساجد فلا بأس.

الوجه الثالث: الحديث دليل على استحباب تحري المسجد الذي هو أكثر جماعة، وأنه أفضل من المسجد الذي هو أقل جماعة، ما لم يكن في حضور المسجد الأقل جماعة مصالح كأن يُقتدى به، أو أنه يذكِّرهم أو أنه يفيدهم، ونحو ذلك، وقد نص الفقهاء - رحمهم الله - على ذلك، لكنهم ذكروا - أيضاً - أن المسجد العتيق أفضل من الجديد إذا تساويا في الكثرة؛


(١) "الثقات" (٥/ ١٥).
(٢) "تاريخ الثقات" ص (٢٥١).
(٣) "المسند" (٣٥/ ١٩٤).
(٤) "تهذيب التهذيب" (١٢/ ٢٦).
(٥) "صحيح ابن خزيمة" (٢/ ٣٦٦).
(٦) "التلخيص" (٢/ ٢٧)، والنقل عن العقيلي يحتاج إلى تأمل، انظر: "الضعفاء" (٢/ ١١٦).
(٧) "الخلاصة" (٢/ ٦٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>