للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الذي يضاف إلى الرسل والقرآن، قال تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} [الشورى: ٥٢] وقال تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم} [الإسراء: ٩].

قوله: (وشر الأمور محدثاتها) الأمور: جمع أمر، وهو الحال والشأن، والمحدثات: بفتح الدال، جمع محدثة، والمراد: كل ما أحدث في دين الله على خلاف ما شرع الله، وهي المسماة بالبدع.

قوله: (وكل بدعة ضلالة) البدعة في اللغة: اسم من الابتداع، يقال: بدع الشيء يبدعه وابتدعه: أنشأه وبدأه.

وأما في الاصطلاح: فهي طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشريعة، يقصد بها التقرب إلى الله تعالى، ولم يقم على صحتها دليل شرعي صحيح (١)، وهي التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" (٢)، وعلى هذا فما كان له أصل يدل عليه فليس ببدعة شرعًا، وإن كان بدعة لغة؛ كقول عمر رضي الله عنه في صلاة التراويح خلف إمام واحد: (نعمت البدعة هذه) (٣)، فهذه هي البدعة اللغوية، وليست الشرعية؛ لأن قيام رمضان مشروع بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت في "الصحيحين"، وقد بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية (٤)، ولكن تسميتها بدعة لغوية فيه نظر، وذكر الشاطبي أن تسميتها بدعة باعتبار ظاهر الحال؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم تركها، ولم تقع في زمان أبي بكر رضي الله عنه (٥).

وأما ما ليس له أصل من أصول الشرع فهو بدعة؛ كالاجتماع في الذكر على صوت واحد، والاحتفال بيوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم، أو بليلة الإسراء والمعراج، أو التزام صيام النصف من شعبان، أو قيام ليلته، والتلحين في


(١) انظر: "الاعتصام" (١/ ٢٨).
(٢) رواه البخاري (٢٦٩٧)، ومسلم (١٧١٨).
(٣) أخرجه البخاري (٢٠١٠).
(٤) "الاقتضاء" (٢/ ٩٣).
(٥) "الاعتصام" ص (١٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>