للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عن أبي عياش الزرقي قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد، فصلينا الظهر، فقال المشركون: لقد أصبنا غرة، لقد أصبنا غفلة، لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة، فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر، فلما حضرت العصر قام رسول الله صلى الله عليه وسلم مستقبل القبلة والمشركون أمامه … وذكر الحديث بمثل حديث جابر رضي الله عنه.

وهذا الحديث إسناده صحيح، صححه الدارقطني (١)، والبيهقي (٢)، وقال الحافظ: (سنده جيد) (٣)، وقد تكلم بعضهم في سماع مجاهد من أبي عياش الزرقي، والصواب أنه سمع منه، كما ذكر ذلك البيهقي في " السنن" وفي " المعرفة" (٤).

ثم إن مجاهدًا لا يعرف بالتدليس، ولا يجوز وصفه به، وسماعه من أبي عياش ممكن، فإنه ولد في خلافة عمر سنة إحدى وعشرين، وأبو عياش مات في خلافة معاوية سنة أربعين، كما تقدم، ولعل الحافظ أورد حديث أبي عياش؛ لأن فيه تعيين محل الصلاة، وهو عسفان.

• الوجه الثالث: في شرح ألفاظه:

قوله: (شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم) أي: حضرت، وكان ذلك في غزو النبي صلى الله عليه وسلم لقوم من جهينة، والصلاة صلاة العصر، كما مر في الرواية الثانية لمسلم.

قوله: (والعدو بيننا وبين القبلة) جملة حالية تبين مكان العدو حينئذ، وأنه كان في جهة القبلة.

قوله: (والصف الذي يليه) بالرفع عطفًا على الناس، وهو الضمير المستتر في قوله: (انحدر) وجاز العطف على الضمير المتصل من دون تأكيد لوجود الفاصل.


(١) "السنن" (٢/ ٥٩).
(٢) "السنن الكبرى" (٣/ ٢٥٤ - ٢٥٥).
(٣) "الإصابة" (١١/ ٢٧٣).
(٤) "معرفة السنن والآثار" (٥/ ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>