للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا الإسناد ضعيف لأمرين:

١ - الاضطراب في إسناده، فقد روي عن أبي عثمان، عن أبيه، عن معقل مرفوعًا، وروي عن أبي عثمان، عن معقل مرفوعًا، بإسقاط (عن أبيه)، وروي عن رجل، عن أبيه، عن معقل مرفوعًا، وروي عن معقل موقوفًا.

وقد نقل الحافظ عن ابن القطان أنه أعله بالاضطراب، والوقف، وجهالة أبي عثمان وأبيه (١).

٢ - أن أبا عثمان هذا مجهول، وكذا أبوه، كما ذكر الذهبي (٢)، وقال ابن المدين في أبي عثمان هذا: (لم يرو عنه غير سليمان التيمي، وهو مجهول)، وقد ذكره ابن حبان في " الثقات" (٣).

والتنصيص في الإسناد على أن أبا عثمان ليس هو النهدي ملحظ دقيق؛ لأن سليمان التيمي معروف بالرواية عن أبي عثمان النهدي، وهو عبد الرحمن بن مل، وهو ثقة، ثبت، عابد، كما في "التقريب"، وقد نقل الحافظ في " التلخيص" (٤) عن ابن العربي عن الدارقطني أنه قال: (هذا حديث ضعيف الإسناد، مجهول المتن، ولا يصح في الباب حديث)، وهذا مقالة يوقف عندها؛ لأنها من إمام نقاد وبصير بالعلل وأحوال الرجال.

• الوجه الثالث: هذا الحديث يستدل به الفقهاء على استحباب قراءة سورة {يس} عند المحتضر، ولهذا يذكرونه في أول " الجنائز"، وقد فسر ابن حبان هذا الحديث بهذا المعنى، لا أن الميت يقرأ عليه، وقد أيد ابن القيم هذا القول من خمسة أوجه (٥)، لكن الصواب أن قراءتها غير مشروعة، لضعف الحديث، ويقتصر في ذلك على ما ثبت في السنة، وهو تلقينه لا إله إلا الله، كما تقدم.


(١) "التلخيص" (٢/ ١١٠)، وانظر: "بيان الوهم والإيهام" (٥/ ٤٩ - ٥٠) ففيه التصريح بالأخير فقط.
(٢) "الميزان" (٤/ ٥٥٠).
(٣) (٧/ ٦٦٤).
(٤) (٢/ ١١٠).
(٥) "الروح" ص (١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>