للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ورواه أحمد في المسند (٢٩/ ٨٨) من طريق همام بن يحيى، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد الله بن أبي قتادة، عن أبيه مرفوعًا، ورجاله ثقات (١).

ومن هذا البيان الموجز يتبين أن الرواة قد اختلفوا في إسناد هذا الحديث اختلافًا ظاهرًا، وهذا من الاضطراب في الإسناد، ولهذا قال البخاري: (حديث أبي سلمة عن أبي هريرة وعائشة وأبي قتادة في هذا الباب غير محفوظ، وأصح شيء في هذا الباب حديث عوف بن مالك) (٢).

وقد أخرجه النسائي في " عمل اليوم والليلة" (١٠٨٧) من طريق عكرمة بن عمار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها. قال الترمذي: (حديث عكرمة بن عمار غير محفوظ). وذلك لأن أضعف روايات عكرمة روايته عن يحيى بن أبي كثير، كما قال ذلك الإمام أحمد وابن المديني وابن القطان والبخاري وآخرون.

والحديث له شواهد عن ابن عباس عند الطبراني (٣)، وعبد الرحمن بن عوف عند البزار (٤)، وكلها ضعيفة.

وأما عزو الحافظ هذا الحديث لمسلم فالظاهر أنه خطأ من النساخ، لا من الحافظ؛ لأنه لما ذكره في " التلخيص" عزاه إلى السنن ومسند أحمد فقط (٥)، وقد فات الصنعاني أن ينبه على ذلك.

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظهما:

قوله: (فحفظت من دعائه) لعله صلى الله عليه وسلم جهر به ليحفظ عنه. وقال النووي: (أي: علمنيه بعد الصلاة فحفظته) (٦). لكن يرد هذا رواية الترمذي وغيره: (وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم … ) فالأول أظهر.

قوله: (اللهم اغفر له) المغفرة: ستر الذنب والتجاوز عنه، وتقدم ذلك " صفة الصلاة".


(١) انظر: "العلل" لابن أبي حاتم (١٠٧٦).
(٢) "السنن الكبرى" للبيهقي (٤/ ٤٢).
(٣) "المعجم الكبير" (١٢/ ١٢٦٨٠).
(٤) "مختصر زوائد البزار" (١/ ٣٨٦).
(٥) "التلخيص" (٢/ ١٣٠).
(٦) "شرح صحيح مسلم" (٧/ ٣٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>