للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢ - القيام بحق الميت من الدعاء له والصلاة عليه.

٣ - أداء حق أهله وجبر خاطرهم عند مصيبتهم في ميتهم ومشاركتهم في ذلك؛ فإن هذا له تأثير ملحوظ.

٤ - إعانة أهل الميت على حمله وحفر قبره والإعانة على دفنه.

٥ - حصول العظة والعبرة بمشاهدة الموتى والمقابر، ففي ذلك ترقيق القلوب وتذكيرها بالآخرة، وتذكر الموت.

فعلى المسلم أن يحرص على تشييع الجنائز مطلقًا، عرفهم أو لم يعرفهم حسب الإمكان، وغالب الناس في هذا الزمان لا يشيعون إلا إذا كانوا يعرفون الميت، لقرابة أو صداقة ونحو ذلك.

• الوجه الرابع: الحديث دليل على أن من اتبع الجنازة حتى يصلى عليها فله من الأجر قيراط، ومن استمر معها حتى تدفن فله قيراط آخر، وفي رواية البخاري: " ويفرغ من دفنها"، ولمسلم: "حتى يفرغ منها"، وهذا يفيد أن حصول قيراط الدفن متوقف على الفراغ من دفنها، وهو تسوية القبر، ورجح هذا النووي، ومن بعده الحافظ ابن حجر (١)، قال النووي: (وأكمل مراتب الانصراف عن الجنازة أن يمكث عقب الفراغ من دفنها، ويستغفر للميت، ويدعو له، ويسأل له التثبيت) (٢).

• الوجه الخامس: ظاهر رواية البخاري: " من تبع جنازة مسلم … وكان معه حتى يصلى عليها" أن حصول القيراط يختص بمن شيعها وصلى عليها، وفي رواية عند مسلم: " من خرج مع جنازة من بيتها … ".

وجاء عند مسلم من طريق سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من صلى على جازة ولم يتبعها فله قيراط … " الحديث (٣)، وظاهر ذلك أن القيراط يحصل بمجرد الصلاة عليها ولو لم يتبعها قبل ذلك،


(١) "فتح الباري" (٣/ ١٩٧).
(٢) "المجموع" (٥/ ٢٧٨).
(٣) "صحيح مسلم" (٥٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>