للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دعاء الجالس في المقبرة (١).

• الوجه السادس: استدل العلماء بهذا الحديث على أن الميت ينتفع بدعاء الأحياء؛ إذا لو لم يكن ينتفع لما كان لهذا الدعاء فائدة، وقد مضت هذه المسألة ومضى نقل الإجماع فيها.

كما استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أن الميت ترد روحه عند السلام عليه، وأنه يسمع في الجملة كلام الحي، وليس سماعًا دائمًا؛ بل قد يسمع في حال دون حال، وهذا قول ابن تيمية وجماعة كابن القيم (٢).

• الوجه السابع: استدل الصنعاني بحديث ابن عباس رضي الله عنه على أن المار بالمقبرة يسلم على الأموات وإن لم يقصد الزيارة (٣)، وهذا فيه نظر، والحديث ضعيف، ولعل ما ذكره الصنعاني ومن قبله من أهل العلم باعتبار أن المقابر لم تكن في الزمن القديم مسورة، والمار بها يشاهد القبور ولم لم يقصد الزيارة، أما في زماننا هذا فالمقابر مسورة، فالظاهر أن السلام لا يشرع إلا للداخل، وقال الشيخ عبد العزيز بن باز: (الأفضل أن يسلم ولو كان مارًا، ولكن قصد الزيارة أفضل وأكمل) (٤). والله تعالى أعلم.

* * *


(١) انظر: "شرح صحيح مسلم" للنووي (٨/ ٤٧)، "فتاوى ابن باز" (١٣/ ٣٣٧ - ٣٣٨).
(٢) "الفتاوى" (٢٤/ ٣٣١ - ٣٦٤).
(٣) "سبل السلام" (٢/ ٢٢٨).
(٤) "الفتاوى" (١٣/ ٣٣٣)، وانظر: "فتاوى ابن تيمية" (١٧/ ٣٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>