ومع أن النبي صلّى الله عليه وسلّم قد لازم الاعتكاف، وكذا أزواجه من بعده، إلا أنه لم يثبت عنه صلّى الله عليه وسلّم حديث صحيح في بيان فضله وثواب أهله، قال أبو داود:(قلت لأحمد: تعرف في فضل الاعتكاف شيئاً، قال: لا، إلا شيئاً ضعيفاً)(١).
وإنما يؤخذ فضله من مدح أهله، كما قال تعالى:{أَنْ طَهِّرَا بَيْتِي لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}[البقرة: ١٢٥]، ومن فعل النبي صلّى الله عليه وسلّم ومواظبته عليه.
الوجه الثالث: الحديث دليل على أن حكم الاعتكاف باقٍ لم ينسخ، وليس خاصًّا بالنبي صلّى الله عليه وسلّم؛ لأن أزواجه اعتكفن بعد وفاته.
الوجه الرابع: الحديث دليل على مشروعية اعتكاف النساء، وقد قال الجمهور من أهل العلم بأنه يسن للمرأة، كما يسن للرجل، لكن بشرط أن تكون طاهرة؛ وألا يحصل بذلك فتنة، وأن يأذن لها زوجها، للحديث المتقدم:«لَا يَحِلُّ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَصُومَ وَزَوْجُهَا شَاهِدٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ»، والاعتكاف من باب أولى، والله تعالى أعلم.