للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحديث عن معاوية بالطريقين - طريق ربيعة بن زيد، وطريق أبي عثمان - عند مسلم - كما تقدم - فترجحت روايته هذه لكونها عن الثقات الأثبات، أما روايته الأخرى المخالفة لذلك كرواية الترمذي فلا يُدرى هل الاضطراب فيها من زيد نفسه أو من الرواة عنه؟ وقد رجح أبو علي الغساني في «تقييد المهمل» (١) أن شيخ الترمذي لم يضبط إسناده عن زيد، وحمل الترمذي في ذلك على زيد بن الحُباب، وهو بريء من ذلك، والوهم في ذلك من الترمذي أو من شيخه الذي حدثه به؛ لأنه تقدم أن الحديث رواه عن زيد أئمة حفاظ مثل أبي بكر بن أبي شيبة، بما يخالف ما ذكره الترمذي.

وقد جزم الحافظ ابن حجر بأن محمد بن جعفر شيخ الترمذي لم يضبط الإسناد (٢).

وهذه الزيادة لم ترد في جميع الروايات، إلا في رواية الترمذي وحدها، وقد علمت أنها مضطربة، فلا حجة فيها لإثبات هذه الزيادة، كما قال الشيخ أحمد شاكر (٣).

وقد صححها الألباني، قال: (لأنه اضطراب مرجوح) (٤)، وذكر له شاهداً من حديث ثوبان عند الطبراني (٥)، وابن السني (٦)، من طريق أبي سعد البقال الكوفي الأعور، قال الهيثمي: (والأكثر على تضعيفه) (٧)، ووثقه بعضهم (٨)، ولفظ الطبراني ليس فيه جملة: «اللهم اجعلني .. »، وصححها - أيضاً - الشيخ عبد العزيز بن باز فقال: (هذه الرواية عند الترمذي سندها جيد) (٩).

وللحديث بهذه الزيادة طريق أخرى عند الطبراني (١٠) من رواية الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن ثوبان، وهو إسناد ضعيف، سالم لم يسمع من


(١) (٣/ ٧٨٩).
(٢) "نتائج الأفكار" (١/ ٢٤١).
(٣) "جامع الترمذي" (١/ ٨٣).
(٤) "الإرواء" (١/ ١٣٥).
(٥) "المعجم الكبير" (٢/ ١٠٠).
(٦) "عمل اليوم والليلة" (٣٢).
(٧) "مجمع الزوائد" (١/ ٢٣٩).
(٨) انظر: "تهذيب التهذيب" (٤/ ٧٠).
(٩) "حاشية ابن باز على البلوغ" (١/ ٨٩).
(١٠) "المعجم الأوسط" (٥/ ٤٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>