للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: ٢٠٧] (١)، روى عنه أولاده، وسعيد بن المسيب وآخرون، مات صهيب بالمدينة سنة ثمان وثلاثين، وقد بلغ سبعين، أو ثلاثًا وسبعين - رضي الله عنه - (٢).

° الوجه الثاني: في تخريجه:

فقد أخرجه ابن ماجه في كتاب "التجارات"، باب "الشركة والمضاربة" (٢/ ٧٦٨) من طريق نصر بن القاسم، عن عبد الرحمن (عبد الرحيم) بن داود، عن صالح بن صهيب، عن أبيه مرفوعًا.

وهذا إسناد ضعيف جدًّا؛ لأن فيه ثلاثة مجاهيل:

١ - نصر بن القاسم، قال الذهبي: (من صغار التابعين، لا يكاد يعرف) (٣).

٢ - عبد الرحمن أو عبد الرحيم بن داود، قال العقيلي: (مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به) ثم ذكر حديثه هذا (٤).

٣ - صالح بن صهيب مجهول الحال، كما في "التقريب".

° الوجه الثالث: هذا الحديث وإن كان إسناده ضعيفًا، لكن معناه صحيح، وقد اشتمل على ثلاث مسائل:

١ - البيع إلى أجل، وهو إما أن يكون عن طريق السلم، أو عن طريق تقسيط قيمة المبيع على المشتري، والبركة في ذلك ما فيه من تسهيل المعاملة وإعانة المشتري على تسليم الثمن بلا إرهاق.

٢ - المقارضة، وهي المضاربة، فهي من العقود المباركة مع النصح والصدق لما فيها من انتفاع الناس بعضهم من بعض، فهذا منه المال، وهذا منه العمل، فاستفاد صاحب المال الذي قد لا يقدر على العمل بتنمية ماله، واستفاد العامل الذي لا عمل عنده، كما تقدم.


(١) انظر: "فقه السيرة" بتعليق الألباني ص (١٦٦).
(٢) انظر: "طبقات ابن سعد" (٣/ ٢٢٦)، "الاستيعاب" (٥/ ١٤٧)، "الإصابة" (٥/ ١٦٠)، "تفسير ابن كثير" (١/ ٣٦٠).
(٣) "الميزان" (٤/ ٢٥٣).
(٤) "الضعفاء" (٣/ ٨٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>