للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأخرجه مسلم (١٦٢٣) (١٧) من طريق داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، قال: انطلق بي أبي يحملني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، اشهد أني قد نحلت النعمان كذا وكذا من مالي، فقال: "أكلَّ بنيك قد نحلت مثل ما نحلت النعمان؟ " قال: لا. قال: "فاشهد على هذا غيري … لحديث.

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (أن أباه) هو أبو النعمان، بشير بن سعد الأنصاري الخزرجي - رضي الله عنه -، شهد العقبة، ثم شهد بدرًا وما بعدها، ويقال: إنه أول أنصاري بايع أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - يوم السقيفة، استشهد مع خالد بن الوليد بعين التمر قرب الكوفة في خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - سنة اثنتي عشرة (١).

وأما ولده النعمان فقد تقدمت ترجمته في باب (صلاة الجمعة) عند الحديث (٤٥٨).

قوله: (إني نَحَلْت) بفتح النون والمهملة؟ أي: أعطيت، يقال: نحلته أنْحَلُهُ نُحلًا بالضم: إذا أعطيته، والنِّحْلَةُ: بالكسر هي العطية، وعرَّفها علماء اللغة: بأنها العطية عن طيب نفس من غير عوض، وفرق الراغب بين الهبة والنحلة: بأن النحلة أخص من الهبة، إذ كل هبة نحلة، وليس كل نحلة هبة، ولذا سُمي الصداق نحلة، إذ لا يجب في مقابلته أكثر من التمتع دون عوض مالي، وكذا عطية الرجل ابنه (٢).

قوله: (ابني هذا) هو النعمان، وقد تضافرت الروايات أنه كان صغيرًا، فقد جاء في "الصحيحين" (٣): (فأخذ بيدي وأنا غلام، فأتى بي النبي - صلى الله عليه وسلم -)، وفي رواية مسلم المذكورة: (انطلق بي أبي يحملني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)، ويجمع بينهما بأنه أخذ بيده فمشى معه بعض الطريق، وحمله في بعضها؛


(١) "الاستيعاب" (٢/ ١٢)، "الإصابة" (١/ ٢٦٢).
(٢) "المفردات" ص (٤٨٥).
(٣) "صحيح البخاري" (٢٦٥٠)، "صحيح مسلم" (١٦٢٣) (١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>