للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رفق وخفاء، ثم يُحمل عليه) (١). وقال ابن الأثير: (يقال: سلَّ البعير وغيره في جوف الليل: إذا انتزعه من بين الإبل) (٢).

قوله: (السَّخِيمة) بفتح السين وكسر الخاء: هي الضغينة والحقد؛ أي: العداوة الثابتة في القلب.

* الوجه الثالث: الحديث دليل على استحباب التهادي بين الناس؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أمر بالهدية وحث عليها وبين فائدتها وغايتها، ومن ذلك:

١ - أن الهدية تجلب المحبة، وتوثق عرى المودة؛ لأن النفس مجبولة على حب من أحسن إليها.

٢ - أن الهدية فيها إدخال السرور على النفس، بما يحصل من فرح المهدي إليه بالهدية، وقد يوافق ذلك حاجته إليها، فتكون أكمل موقعًا في النفس، وفيها سرور المهدي بقبول هديته ووقوعها عند المهدي إليه الموقع الملائم.

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن الهدية قد تكون أفضل من الصدقة؛ كالإهداء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حياته محبة له، ومثل الإهداء لقريب يصل به رحمه، وأخ له في الله (٣).

٣ - أن الهدية تذهب الحقد والعداوة بين المتعاديين، وتجعل بدله السرور والمودة في نفس المهدي إليه.

يقول ابن العربي: إنما أذهبت الهدية الغيظ لوجوه منها:

١ - أن القلب مشحون بمحبة المال والمنافع، فإذا وصل إليه شيء منها فرح بها وذهب من غمه بمقدار ما دخل عليه من سرور.

٣ - أن الرجل إذا كان يجد للآخر شيئًا فرآه قد سمح له بماله دلَّه ذلك على إيثاره له على نفسه، فيميل إليه به.

٤ - أنه يستدل به على أنه على ذِكْرٍ منه في المعروف (٤).


(١) "معجم مقاييس اللغة" (٣/ ٥٩).
(٢) "النهاية" (٢/ ٣٩٢).
(٣) "الفتاوى" (٣١/ ٢٦٩).
(٤) "عارضة الأحوذي" (٨/ ٢٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>