للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وهذا سند ضعيف، ضعفه الحافظ في "التلخيص"، فيه عِسْل، وهو أبو قرة التميمي، وتحديد سورة البقرة والتي تليها تفرد بها عِسْلٌ هذا، فهي زيادة منكرة؛ لأنها منافية للرواية الصحيحة، كما تقدم، ولعل الحافظ ذكر هذا الحديث لبيان ضعفه، لكنه سكت عليه هنا.

° الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (جاءت امرأة) لم يأت في شيء من روايات الحديث على تعددها اسم هذه المرأة، وقد جاء في "صحيح البخاري" قول عائشة - رضي الله عنها -: (كنت أغار على اللاتي وهبن أنفسهن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - … ) (١). قال الحافظ: (هذا ظاهر في أن الواهبة أكثر من واحدة … ) (٢).

قوله: (أهب لك نفسي) على حذف مضاف؛ أي: أمر نفسي، أو شأن نفسي فأتزوج على غير عوض، وإنما قدر المضاف؛ لأن الحر لا تملك رقبته.

قوله: (فَصَعَّدَ النظر فيها) بفتح الصاد، وتشديد العين المهملة، رفع بصره؛ أي: نظر إلى أعلاها وتأملها.

قولي: (وصَوَّبَهُ) بفتح الصاد، وتشديد الواو؛ أي: خفض نظره إلى أسفلها وتأملها، والتشديد في هذين الفعلين إما للمبالغة في التأمل، وإما للتكرير، وبه جزم القرطبي (٣).

قوله: (طأطأ رأسه) أي: خفضه، وصمت - صلى الله عليه وسلم - حياءً من مواجهتها بالرد، أو انتظارًا للوحي، أو تفكرًا في جواب يناسب المقام (٤).

قوله: (انظر ولو خاتمًا من حديد) لو: للتقليل، وخاتمًا: خبر لكان المحذوفة مع اسمها، وهذا الحذف كثير، والتقدير: ولو كان الموجود خاتمًا، ومثله قوله - صلى الله عليه وسلم -: "بلِّغوا عني ولو آية" (٥).


(١) "صحيح البخاري" (٤١٨٨).
(٢) "فتح الباري" (٨/ ٥٢٥).
(٣) "المفهم" (٤/ ١٢٨).
(٤) "فتح الباري" (٩/ ٢٠٦ - ٢٠٧).
(٥) رواه البخاري (٣٤٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>