للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والحديث لم أجده في "مستدرك الحاكم" إلَّا أن يكون في غيره، فالله أعلم.

وأخرجه البيهقي (٧/ ١٣٥) من طريق عمران بن أبي الفضل، عن نافع، عن ابن عمر -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-، نحوه، قال أَبو حاتم: (هذا حديث منكر) (١).

وقال البيهقي عن هذا الإسناد: (وهو ضعيف بِمَرَّة)، وقال ابن حبان عن عمران بن أبي الفضل: (كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، على قلة روايته، لا يحل كتابة حديثه إلَّا على جهة التعجب)، ثم ساق حديثه هذا، فيكون قد حكم عليه بالوضع (٢).

وقال ابن عبد البر عنه: (حديث منكر موضوع) (٣).

وأما حديث معاذ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - فقد أخرجه البزار في "مسنده" (٧/ ١٢١) من طريق سليمان بن أبي الجون، حدَّثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "العرب بعضها كفاء لبعض، والموالي بعضها كفاء لبعض".

وهذا سند ضعيف، قال عبد الحق: (خالد بن معدان لم يسمع من معاذ)، نقله عنه ابن القطان، وأقره، ثم قال: (وسليمان بن أبي الجون لم أجد له ذكرًا) (٤).

قال الألباني: (وجملة القول أن طرق الحديث أكثرها شديد الضعف، فلا يطمئن القلب لتقويتها بها، لا سيما وقد حكم عليه بعض الحفاظ بوضعه؛ كابن عبد البر وغيره، وأما ضعفه فهو في حكم المتفق عليه، والقلب إلى وضعه أميل، لبعد معناه عن كثير من النصوص الثابتة … ) (٥).

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (أكفاء) بسكون الكاف وفتح الفاء مخففة، جمع كفء، والكفء:


(١) "العلل" (١٢٧٥).
(٢) "المجروحين" (٢/ ١٠٥).
(٣) "التمهيد" (١٩/ ١٦٥).
(٤) "الأحكام الوسطى" (٣/ ١٢٦)، "بيان الوهم والإيهام" (٣/ ٦٢ - ٦٣).
(٥) "الإرواء" (٦/ ٢٧٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>