للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سنة إحدى عشرة، وقيل: بعد وفاة أبيها - صلى الله عليه وسلم - بسبعة أشهر، وهو الصحيح، وقد نقل الحافظ ابن حجر الاتفاق على أن فاطمة - رضي الله عنها - كانت أول من مات من أهل بيته - صلى الله عليه وسلم - بعده، حتى من أزواجه (١)، ولها أربع وعشرون سنة (٢) - رضي الله عنها -.

قوله: (عليهما السلام) لعل هذا من الناسخ؛ لأن هذه الصيغة مختصة بالأنبياء دون غيرهم، والصحابي يقال فيه: - رضي الله عنه -، ولعل هذه الصيغة جاءت عن طريق الرافضة، وقد نقل النووي عن أبي محمد الجويني أن لفظة: (عليه السلام) هي معنى الصلاة، فلا يفرد بها غير الأنبياء، فلا يقال: علي - عليه السلام - (٣).

قوله: (أعطها شيئًا) الشيء: هو كل موجود، فيتناول -هنا- كل ما يسمى شيئًا من المال قلَّ أو كَثُر.

قوله: (درعك الحُطَمية) الدرع: قميص من حلق الحديد يليس في الحرب للوقاية من السلاح، وتقدم له ذكر في "البيوع"، والحطمية: بضم الحاء المهملة وفتح الطاء، نسبة إلى قبيلة حُطَمَةَ بن محارب، بطن من عبد القيس، كانوا يصنعون الدروع، وقد ذكر الحافظ: أنه أصاب هذه الدرع من غنائم بدر (٤).

° الوجه الثالث: الحديث دليل على وجوب الصداق، وأنه شيء لا بد منه في الزواج؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر عليًّا - رضي الله عنه - أن يعطي زوجته صداقًا، والأصل في الأمر أنه للوجوب، ولما لم يجد شيئًا لم يقره الرسول - صلى الله عليه وسلم - على ذلك، وإنما سأله عن درعه، ليصدقها إياها مع أن الدرع من مال قُنيته التي يحتاجها، ولم يرد في هذا الحديث هل أعطاها درعه المذكورة أو غيرها، وقد ذكر صاحب "البدر التمام " نقلًا عن "البحر الزخار" أقوالًا في مهر فاطمة -رضي الله عنها-، لكنها غير مسندة (٥).


(١) "فتح الباري" (٨/ ١٣٦).
(٢) "الإصابة" (١٢/ ٧١).
(٣) "الأذكار" ص (٢٠٨).
(٤) "الإصابة" (١٢/ ٧٢).
(٥) "البدر التمام" (٤/ ١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>