للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الجون تعوذت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أدخلت عليه، فقال: "لقد عُذْتِ بِمَعَاذٍ"، فطلقها، وأمر أسامة أو أنسًا فمتعها بثلاثة أثواب رازقية.

وهذا حديث باطل؛ لأن فيه عبيد بن القاسم، ضعفه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وغيرهم، وهو كذاب يضع الحديث، قال ابن معين: (كان كذابًا خبيثًا)، وقال ابن حبان: (كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات، روى عن هشام بن عروة بنسخة موضوعة، لا يحل كتابة حديثه، إلا على جهة التعجب) (١).

وأصل الحديث في صحيح البخاري (٥٢٥٥) من طريق حمزة بن أبي أُسيد، عن أبي أسيد - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى انطلقنا إلى حائط يقال له: الشوط، حتى انتهينا إلى حائطين جلسنا بينهما، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "اجلسوا ها هنا"، ودخل، وقد أُتي بالجونية، فأُنزلت في بيتٍ في نخلٍ في بيتِ أميمةَ بنت النعمان بن شراحيل، ومعها دايتها (٢) حاضنة لها، فلما دخل عليها النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "هبي نفسك لي"، قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسُّوقة؟ قال: فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن، فقالت: أعوذ بالله منك، فقال: "قد عذت بِمَعاذ"، ثم خرج علينا فقال: "يا أبا أُسيد، اكسها رازقيين، وألحقها بأهلها".

والمقصود من هذا السياق بيان أن التمتيع ورد في رواية ابن ماجه، وما عداه فهو ثابت في "صحيح البخاري".

° الوجه الثالث: في شرح ألفاظهما:

قوله: (عمرة بنت الجون) بفتح الجيم وسكون الواو فنون، وقد سماها في رواية ابن ماجه عمرة، مع أنه اختلف في اسمها ونسبها على عدة أقوال، ذكرها الحافظ في "فتح الباري" (٣)، ولا يتعلق بذلك حكم شرعي، والظاهر من رواية البخاري المذكورة أنها أميمة بنت النعمان بن شراحيل، وما ورد غير ذلك فهو من قبل الرواة وتصرفاتهم.


(١) "المجروحين" (٢/ ١٦٥ - ١٦٦)، "مصباح الزجاجة" (٢/ ١٢٧).
(٢) الداية: بالياء التحتانية: الظئر المرضع، وهي معربة. "فتح الباري" (٩/ ٣٥٨).
(٣) (٩/ ٣٥٧ - ٣٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>