للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

جرحًا ولا تعديلًا، ولم يوثقه إلا ابن حبان (١)، ولم يرو عنه إلا يزيد بن الهاد، وليس له في الكتب الستة إلا هذا الحديث عند أبي داود والنسائي، ولذا قال ابن القطان: (عبد الله بن يونس هذا لا تعرف حاله … ) (٢)، وقال الحافظ في "التقريب": (عبد الله بن يونس حجازي مجهول الحال، مقبول) أي: مقبول في المتابعات، وكأن الحافظ جمع بين مقتضى توثيق ابن حبان وقول ابن القطان.

وقد توبع، فقد روى الحديث ابن ماجه (٢٧٤٣) من طريق موسى بن عبيدة، حدثني يحيى بن حرب، عن سعيد المقبري، به، لكن هذه المتابعة لا يفرح بها، فإن موسى بن عبيدة ضعيف، وشيخه يحيى مجهول (٣)، ثم إن تفرد مثل هذين عن إمام كسعيد المقبري في شهرته وكثرة أصحابه علة أخرى.

والجزء الثاني من الحديث له شاهد من حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - أخرج أحمد (٨/ ٤١٣ - ٤١٤)، وأبو نعيم في "الحلية" (٩/ ٢٢٣ - ٢٢٤) من طريق وكيع، عن أبيه، عن عبد الله بن أبي المجالد، عن مجاهد، عن ابن عمر مرفوعًا: "من انتفى من ولده ليفضحه في الدنيا، فضحه الله يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، قصاص بقصاص".

وهذا سند فيه عبد الله بن أبي المجالد، وهو من رجال البخاري، وهو ثقة، ووالد وكيع هو الجراح بن مليح الرؤاسي، متكلم فيه (٤)، وقال الحافظ في "التقريب" (صدوق يهم)، قال أبو نعيم: (تفرد به وكيع، عن أبيه) فكلام الأئمة في والد وكيع، وإعلاله بالتفرد مما يضعف الحديث.

وقد نقل الحافظ في "التلخيص" أن الدارقطني صحح حديث الباب في "العلل" مع أنه ذكر تفرد عبد الله بن يونس به، عن المقبري (٥).


(١) "الثقات" (٧/ ٢٩).
(٢) "بيان الوهم والإيهام" (٤/ ٤٧٢).
(٣) "مصباح الزجاجة" (٢/ ٣٧٨).
(٤) "تهذيب التهذيب" (٢/ ٥٨).
(٥) انظر: "العلل" (١٠/ ٣٧٦)، "التلخيص" (٣/ ٢٥٤)، وما في "العلل" ليس بصريح في تصحيح الحديث، وقد جاء في المطبوع: (وهو الصحيح)، وفي مخطوطة "العلل" المصرية والكويتية: (وهو صحيح).

<<  <  ج: ص:  >  >>