للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأمَّا حديث علي - رضي الله عنه - فقد رواه أحمد (٢/ ٢٨٦)، وأبو داود (٤٥٣٠)، في كتاب "الديات"، باب "أيقاد المسلم بالكافر؟ " والنَّسائيُّ (٨/ ١٩ - ٢٠) من طريق يَحْيَى بن سعيد، أخبرنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن قيس بن عُبَاد، قال: انطلقت أنا والأشتر (١) إلى علي - رضي الله عنه - فقلنا: هل عهد إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا لم يعهده إلى النَّاس عامة؟ قال: لا، إلَّا ما في كُتابي هذا … فإذا فيه: "المؤمنون تتكافأ دماؤهم … الحديث، وتمامه: من أحدث حدثًا أو آوى محدثًا فعليه لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين".

وقد صحح هذا الإسناد ابن عبد الهادي، والحافظ ابن حجر (٢)، وسماع يَحْيَى بن سعيد القطان من ابن أبي عروبة كان قبل اختلاطه. وفيه الحسن البصري وهو مدلس، وقد عنعنه، ولكنه قد توبع، فقد رواه أبو داود (٢٠٣٥)، والنَّسائيُّ (٨/ ٢٤)، وأحمد (٢/ ٢٦٧) من طرق، عن قتادة، عن أبي حسَّان الأعرج، عن علي بنحوه، وفي "المسند" أن عليًّا كان يأمر بالأمر فيؤتى … الحديث.

وأبو حسَّان الأعرج، واسمه مسلم بن عبد الله، من رجال مسلم، وهو صدوق، وروايته عن علي مرسلة، ثم إن الحديث فيه عنعنة قتادة، وهو مدلس. وقد ثبت في "الصحيحين" من حديث علي - رضي الله عنه - ولفظه: (ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم). وسيأتي هذا في كتاب "الجهاد" إن شاء الله تعالى.

° الوجه الثَّاني: في شرح ألفاظهما:

قوله: (هل عندكم) الخطاب لعلي -رَضِيَ اللهَ عَنْهُ-، والجمع إمَّا لإرادته مع بقية أهل البيت، أو للتعظيم، وإنَّما سأل أبو جحيفة عليًّا - رضي الله عنه -؛ لأنَّ جماعة من


(١) قيس بن عباد -بضم العين، وتخفيف الموحدة- ثقة، والأشتر هو مالك بن الحارث النَّخعيُّ، كان رئيس قومه في الجاهلية، أسلم وشهد اليرموك وذهبت عينه فيها، وله عليٌّ - رضي الله عنه - على مصر، فقصدها، ولكن مات في الطَّريق. انظر: "الإصابة" (١٠/ ٣)، "الإعلام" (٦/ ١٣١).
(٢) "التنقيح" (٤/ ٤٦٠)، "الدراية" (٢/ ٢٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>