للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والزَّمِنُ: هو المريض مرضًا يدوم طويلًا (١).

قوله: (فخبث) بفتح الخاء والباء، من باب (قتل) أي: زنا وفجز (٢).

قوله: (فذكر ذلك سعد) هو سعد بن عبادة بن دُليم الأنصاري الخزرجي المدني -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ-، سيد الخزرج، شهد بيعة العقبة، اختلف في شهوده بدرًا، وقد جزم البخاري بشهوده إياها، وتبعه ابن منده، وقال ابن سعد: كان يتهيأ للخروج فَنُهِشَ فأقام، قال الذهبي: (له أحاديث يسيرة، مات قبل أوان الرواية)، وكان - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - سيدًا جوادًا ملكًا شريفًا مطاعًا، مات سنة أربع أو ست عشرة (٣).

قوله: (عثكالًا) العثكال بالكسر على وزن قرطاس، وهو عذق النخل.

قوله: (شمراخ) بالكسر على وزن قرطاس -أيضًا-، هي فروع العثكال، وهي غصون دقيقة تنبت على أصل العثكال في أعلى الغصن الغليظ، وهي التي تنتظم فيها ثمرة النخلة، والعثكال للنخل كالعنقود للعنب.

• الوجه الرابع: استدل بهذا الحديث من قال: إن المريض إذا ارتكب ما يوجب الجلد كالزنا أو القذف أو الشرب أنَّه يقام عليه الحد ولا يؤخر، فيقام عليه الحد بقدر ما يستطيع ويتحمل، وهذا أحد الأوجه الثلاثة عند الشَّافعية، وهو قول الظاهرية، وبعض الحنابلة (٤).

ووجه الاستدلال: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بإقامة الحد على هذا الزاني مع علمه بضعفه وعدم تحمله، ومع ذلك أمر أن يقام عليه الحد بضربه بعذق فيه مائة شمراخ ضربة واحدة، لئلا تفوت إقامة الحد عليه.

والظاهر أن هذا الحديث محمول على مريض لا يرجى برؤه، بدليل الصفات التي وصف بها هذا الرجل، كما تقدم، وهذا هو الذي يقام عليه


(١) "المصباح المنير" ص (١٦٤، ٢٥٦).
(٢) "المصباح المنير" ص (١٦٢).
(٣) "الطبقات" (٣/ ٦١٤)، "الاستيعاب" (٤/ ١٥٢)، "السير" (١/ ٢٧٠)، "الإصابة" (٤/ ١٥٢).
(٤) "المحلى" (١٢/ ٩١)، "روضة الطالبين" (٧/ ٣١٧)، "الشرح الكبير" (٢٦/ ١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>