للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[التوبة: ١٢٢]، وهذا مروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - (١). ويحتمل أنه أراد حينما استنفرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى غزوة تبوك، ولذا هجر النبي - صلى الله عليه وسلم - كعب بن مالك - رضي الله عنه - ومن تخلف معه حتى تاب الله عليهم، وهذا مروي -أيضًا- عن ابن عباس -رضي الله عنهما-، ورجحه ابن جرير وابن كثير (٢).

والجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال، وقد جاءت أدلة كثيرة من الكتاب والسنة في الأمر بالجهاد والحث عليه، وبيان فضله وعلو مرتبته في العبادات، وما أعَدَّ الله تعالى للمجاهدين في سبيله، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١١١)} [التوبة: ١١١].

وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رجلًا قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: دُلَّني على عملٍ يعدل الجهاد، قال: "لا أجده"، قال: "هل تستطيع إذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك، فتقوم ولا تفتر، وتصوم ولا تفطر؟ "، قال: ومن يستطيع ذلك؟ (٣).

وعنه -أيضًا- رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن في الجنة مائة درجة أعدَّها الله للمجاهدين في سبيل الله، ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض … " الحديث (٤).

وإنما كان الجهاد في سبيل الله بهذه الفضيلة والمرتبة؛ لما فيه من إعلاء كلمة الله، وحماية حوزة الإسلام، وإرهاب أعدائه، وبذل النفس والنفيس ابتغاء رضوان الله تعالى وثوابه، والقائم به بين إحدى الحُسنيين: إما النصر والظفر، وإما الشهادة والجنة، ومتى تحققت شروط الجهاد حصل به إعزازُ الدين، وتقوية شوكة المسلمين، وحِفْظُ ديارهم وأنفسهم وثرواتهم


(١) أخرجه أبو داود (٢٥٠٥).
(٢) "تفسير الطبري" (١١/ ٢٥٥)، و"تفسير ابن كثير" (٤/ ٩٥).
(٣) أخرجه البخاري (٢٧٨٥).
(٤) أخرجه البخاري (٢٧٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>