للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(شيخ) (١)، وقال في «التقريب»: (مجهول).

وأبو سعيد الحُبراني، مختلف فيه، فقيل: إنه صحابي، ولا يصح، وهو مجهول، وثقه ابن حبان (٢).

والمصنف لم يذكر ضعفه كعادته؛ لأنه حسنه «في الفتح» (٣)، كما تقدم عند حديث سلمان رضي الله عنه، ونقل ابن الملقن تصحيحه عن ابن حبان والحاكم (٤).

الوجه الثاني: الحديث دليل على أن الاستتار عن أعين الناس عند قضاء الحاجة مطلوب، وقد مضى أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان إذا أراد الحاجة أبعد، وذلك لقصد الستر، وإلا فهما أمران متغايران؛ أعني الاستتار وطلب التفرد، لكن أحدهما يؤكد الآخر.

والحديث وإن كان ضعيفاً لكن معناه صحيح، وعمومات الشريعة تدل على أن ذلك مطلوب، وفيه تأسٍّ بالنبي صلّى الله عليه وسلّم.

والاستتار يحصل إما بجدار أو بكثيب من رمل أو نحو ذلك مما يجعله خلفه، لئلا يراه أحد.

ومن الاستتار ما ورد في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا أراد الحاجة تنحى، ولا يرفع ثيابه حتى يدنو من الأرض) (٥).

وفي حديث بهز بن حكيم قال: حدثني أبي، عن جدي قال: قلت: يا


(١) "الجرح والتعديل" (٣/ ١٩٩ - ٢٠٠)، ومعنى: (شيخ): أي ليس بحجة، فيكتب حديثه ويصلح في المتابعات، وتقدم ذلك.
(٢) "الثقات" (٥/ ٥٦٨).
(٣) "فتح الباري" (١/ ٢٥٧).
(٤) "خلاصة البدر المنير" (١/ ٤٣).
(٥) أخرجه أبو داود (١٤)، ومن طريقه البيهقي (١/ ٩٦) من طريق الأعمش، عن رجل، عن ابن عمر مرفوعًا، وهذا إسناد ضعيف لجهالة الرجل، واختلف على الأعمش فرواه عبد السلام بن حرب، عن الأعمش، عن أنس بنحوه .. أخرجه أبو داود (١٤) والترمذي (١٤) قال أبو داود: وهو ضعيف، وقال البخاري عنهما: (كلاهما مرسل)، انظر: "علل الترمذي" (١/ ٩٥). وقد أورد الألباني هذا الحديث في "الصحيحة" (٣/ ٦٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>